الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٦ صباحاً

الإسلام ... والأمن والسلام (2)

إبراهيم القيسي
الثلاثاء ، ٢٢ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
جاء الإسلام لتوطيد قيم السلام العامة ويبني حصونه المنيعة ويحيطه بأسوار الحماية الكافية ويرسم له خارطة الطريق للسيادة والسيطرة ويهيئه بأسلحة الدفاع التي تجالد قوى الإرهاب لإحلاله في ربوع الأرض وتكفل بضمانات سيادته ومهد لسلوكه طرق الأمان المنبعثة من صمامات القلوب وأريحية النفوس وخط له الجداول المتدفقة التي ترفده بالتغذية وتسقي حقوله وتنبت أشجاره المدهامة وتدلي ثماره اليانعة قريبة التناول ذات ألوان وطعوم متنوعة فأخصب الله محاصيله بالعطاء فظلت زروعه في تجدد يتواكب مع خلوف الأمن والاستقرار فترتشف البشرية من معينه المتدفق كؤوس الهناء المنظومة فوق شطآنه الرحبة فلا ينضب من كثرة الأخذ ولا يغور في أحشاء الأرض لأن الغيوث تتجدد فما تزال سحب الرحمة تعطي دون حدود مادامت الحياة تزخر بالعقيدة وتزهر بالإيمان .

لقد نظر الإسلام عن كثب إلى إشكالية الحياة المزحومة بالأنانيات والمزروعة بالظلم والاستبداد حين تضآلت قيم الخير وتضخمت قيم الشر فاختزل المستبدون مقومات الحياة في ذواتهم وما يتعلق بها من وشائج العنصرية فانقلبت مقومات الحكم تبنى على أسس الابتلاع والتهميش لقيم الإنسان فتحولت المجتمعات البشرية إلى قطعان هائمة تساق للتسخير والعبودية وتجر للعمل مغصوبة تحت تهديد جبرية السادة الإقطاعيين وإرهاب سياطهم القاتلة . هنا بدأ الإسلام يعيد للحياة أمنها واستقرارها ويعيد للإنسانية قيمتها المسلوبة وحريتها المغصوبة وعدلها المعدوم فبدأت شموسه تشرق شيئا فشيئا على ربوع الحياة وتمد سكان الكرة الأرضية بالدفء والنشاط وتبعث في الأرواح شعل الحق وتضيء جوانبها ببدور العدل والحرية وتخرجها من كهوف الظلم وزنازين الاستعباد فاستضاءت الأمة الإسلامية واهتدت عن كثب إلى سبيل الحق فسلكته مكبرة وفي أيديها شعل الحق وسيوف العدالة تسقط بها طغيان الملوك وجبروت الطغيان .

فالإسلام برؤيته المستقلة وضع المعالجات والضوابط ورسم الخارطة الأمنية لضمانة تحقيق السلام على ضوء القواعد المقررة فطبيعة الإسلام تنطلق من نظرة شاملة للحياة تسبر محيط الحياة من ريع يشرف على سفوح الأرض الهامدة فيفلق الحلول الناجعة لرتق الصدوع بخيوط العمليات الناجحة ويحقن الأدواء ببلسم يؤاسي الجروح ويبرؤها من أوجاع الآلام ونفث السموم القاتلة وقد بنيت تلك المعالجات على العوامل والتوجيهات الحاسمة المتمثلة في الأوامر والنواهي المتجسدة في واقع الحياة دستورا ينظم سلوكيات البشر في مسارات الحياة ويبين الطرق المرسومة للخير ويحذر من وعكات الاعوجاج . وتتلخص تلك المعالجات والضوابط بالعوامل التالية :

أولا : وجه الإسلام الأمة إلى عبادة الله المنزهة من الكفر والشرك وعمل على توجه الأمة بالعبادة مباشرة إلى الله لتتعلق القلوب بحب خالقها فتقدسه بالوحدانية المطلقة لتظل العلاقة موصولة بين الخالق والمخلوق في ثنائية متناغمة فيدافع الله عن عباده المؤمنين ويحرسهم من مضلات الفتن فيكتب لهم الأمن والسلامة من كل زيغ وإلحاد تتولد منه الأطماع والكراهية المخلة بالأمن والسلام . الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ " الأنعام آية(82) . فالإيمان المبرئ من الشرك يقود الأمة إلى عقيدة سليمة تنبثق منها علاقات ربانية تزرع فسائل الخير المثمرة وتسقى من معين الواحد الأحد وتحرس من مضلات الفتن التي يتولد منها الشقاء القدري نتيجة الانحراف والشذوذ عن المنهج والجبلة الإسلامية .

ثانيا : أمر الإسلام بالحسنى وجعل الإحسان مبدأ أصيلا تبنى عليه الحياة وتغرد على أفنانه الباسقة عصافير الحياة الشجية فالحسن منبثق من جماليات التألق ورونق التناسق المتكئ على النظام الكوني في جميع جزئيات الحياة عقيدة وشريعة وعبادة ومعاملة وأخلاقا وقيما فإحسان العمل يتكئ على الإتقان المرتبط بالمراقبة الذاتية للخالق حيث تظل الخواطر والأفكار تسبح في أفق التقوى المفعمة بسبحات المعبود المتألقة بالعظمة والعزة والكبرياء فالمحسنون في معية الله وهم أحبابه الذين يترفعون عن السقوط في مستنقعات المعاصي وأخاديد الجريمة فهم في عراك دائم مع السيئة بسلاحهم المضاد المتمثل في الأعمال الحسنة التي يتولد من أجوائها الأمن والسلام . قال تعالى : وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ فصلت آية (33) ، (34) . فالإحسان في الحياة يتولد منه الأمن الدائم والاستقرار الثابت ويتعدى الحياة الدنيا إلى الآخرة فيؤمن المحسنين عند الموت وفي القبور وفي المحشر وعلى الصراط ومن ثم الدخول إلى الدار الحسنة وهي الحسنى المباركة بالجمال دارا ومسكنا وزوجة ورزقا قال تعالى : " لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " يونس آية (26) ، (27) . فقد أوضحت هاتين الآيتين مسارين مختلفين فالتضاد الواضح بين السيئة والحسنة والوجوه المضيئة والمظلمة وأصحاب الجنة وأصحاب النار والعزة والذلة فهناك فريقان فريق آمن وفريق خائف فالأول يعيش في معية الله وكرامته والثاني في غضب الله وسخطه وكلا الحالين متعلقين بأسباب النجاة والخسران فهناك أصحاب الحسنى الذين انطلقوا من مبدأ الإحسان والسلم فكان لهم السلام وهناك أصحاب السيئات الذين انطلقوا من مبدأ الإرهاب والخسران فكان جزاءهم النار ... فريق في الجنة وفريق في السعير وبين الفريقين مسافة الحسنة والسيئة والإيمان والكفر والحب والكره والخير والشر والسلام والإرهاب فريق السلام في الجنة وفريق الإرهاب في النار . قال تعالى : " قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ " الزمر آية (10) . وقال تعالى : " ...وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " البقرة آية (195) . وقال تعالى : " لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ " الرعد آية (18) . فتلك الثنائية المتضادة بين الخير والشر تتقابل مع السلام والإرهاب وتظل متنافرة في خطوط متوازية يصعب التقاؤهما لاختلاف الثقافة والمعتقد فلكل فريق اتجاهه في الحياة وفي حال التصادم يتولد الإرهاب فيضطر أصحاب العقيدة إلى الدفاع عن نهجهم وعقيدتهم في الحياة حتى لا يتغلب المفسدون على مقاليد الحياة فيحيلون الأمن إلى إرهاب والسلام إلى جريمة فالفريق الأول المستجيب لربه له الحسنى والفريق الآخر الذي رفض الاستجابة لربه يقف يومئذ على محفة الخطر " ...أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد " الرعد آية (18) .

ثالثا : عمل الإسلام على محاربة الأدعياء الذين يلفقون التهم زورا وبهتانا على الأبرياء ويلبسون الخير بالشر ويقدمون الأطهار في صورة المجرمين بما يزورون لهم من الكيد والغدر والشتيمة فقد وقف الإسلام أمام هذه الجريمة الشنعاء بحزم وعالجها بترياق شاف واستأصل جذورها كونها حدثت بعض أمثلتها في زمن نزول الوحي فحادثة ابن أبيرق الذي سرق درعا ولما شعر بالخشية من افتضاحه ألقاه في بيت جاره اليهودي لبيد بن سهل وكادت هذه التهمة أن تنفق وتقطع يد اليهودي البريء لكن عناية الله تدخلت وبينت الحقيقة في آيات قرآنية أدانت فيها الرجل السارق المنتسب إلى الإسلام وبرأت الرجل الذمي المنتسب إلى اليهودية . قال تعالى : " وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا " النساء آية (107 ، 18، 109)

ذلك العتاب الصادر من الله إلى رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمتصدر بالنهي القاطع عن المجادلة عن الذين يختانون أنفسهم فيه دلالة عظيمة وجلية عن دور الإسلام ومراقبته للأحوال التي يلتبس فيها الحق بالباطل فالله لا يحب هؤلاء وإن كانوا مسلمين لأنهم في الحقيقة مجرد مجموعة من الخوان والآثمين وهنا يكمن جوهر الإسلام في تحقيق روح السلام والأمن في تصديه لكل من تسول له نفسه إلصاق الأذى بالآخرين سواء كانوا مسلمين أو كانوا من المستأمنين تحت رعاية الإسلام وعدالته الشاملة قال تعالى : "ومَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا" النساء آية (111) ، (11). تجلى مبدأ الإسلام واضحا في تثبيت الكسب والخطيئة وإلحاقها بصاحبها وتبرئة من ألصقت به زورا وعدوانا لقد تنفس ذلك اليهودي الصعداء وتلمس يده جيدا بعد نجاتها من قطع محقق فدلائل الجريمة واضحة والمسروق وجد في بيته إنها طبيعة كيد من درجة عالية قد أحكمت الخناق وأسقطت التهمة عن الجاني الحقيقي وألصقتها برجل بريء لكن العدالة الإلهية تدخلت في الوقت الحاسم وألقت بالحجب بعيدا لتسفر الحقيقة وتسقط المؤامرة وتدين المسلم وتبري اليهودي .

عالج الإسلام تلك الأمراض الخطيرة التي تعبث بالسلم الاجتماعي وتضعف عرى التمسك والتآصر في كيان المجتمع المسلم وسد منافذ الكيد والخيانة ولاحق كل المستهترين بالقيم الإنسانية والعابثين بالحقوق والحريات ورتب على كل ذلك أقسى العقوبات وخوف المنتهكين من مغبة أفعالهم الشائنة ... " من أكل برجل مسلم أكلة فإن الله يطعمه مثلها من جهنم ومن اكتسى برجل مسلم ثوبا فإن الله يكسوه مثله من جهنم ومن قام برجل مسلم مقام سمعة ورياء فإن الله يقوم به مقام سمعة ورياء يوم القيامة " الجامع الصحيح ... إن من شأن هذه الأمراض التي تعرض الأمة للتآكل وتجعل من المجتمع المسلم سوقا رائجا للابتزاز والتكسب بأعراض ودماء الآخرين وتشيع الفوضى والحساسيات وتشعل الأضغان وتحيل السلم إلى حرب والأمن إلى جريمة فقد حذر الإسلام من خذلان المسلم في مواطن البهت والتآمر والنيل من الأعراض وانتهاك الحقوق والحريات وعليه فقد رتب الإسلام عقوبة خاصة للصامتين الذين لا تتحرك قلوبهم ولا ألسنتهم للتغيير والدفع عن الأعراض المنتهكة في مجالس الآكلين ... " ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته ... " الجامع الصحيح . إضافة إلى تحذيره ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الخصومة في الباطل أو القول في رجل مسلم ماليس فيه أو ادعى حق الغير أو قدم أدلة باطلة أو لحن بحجة أو حلف يمينا غموسا ليقتطع بها مال الغير ... " ... ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع ومن قال في مؤمن ماليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج " الجامع الصحيح . ... " من حلف على يمين آثمة عند منبري هذا فليتبوأ مقعده من النار ولو على سواك أخضر " الجامع الصحيح . .. " من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال رجل مسلم هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان " الجامع الصحيح . إن هذه الأمراض الاجتماعية هي الحالقة وهي الداء العضال إذا تمكنت من المجتمع المسلم دمرت بنيته من الأساس وأحالت حصونه المنيعة إلى خراب فإنها السرطان الخبيث والموت الأحمر والطوفان الذي لا يبقي ولا يذر فالإسلام يعرف الخطورة الكامنة وراء هذه الأمراض الفتاكة ولذا يراقب الوضع بحذر وفي حال ظهور بعض المقدمات لهذه الأمراض يبادر بمعالجتها قبل الاستفحال والتفريخ ويظل يراقب الأحوال والتطورات فعندما تظهر بعض المؤشرات الخطيرة يقف بحزم وإصرار لإماتة الشر الكامن في كيانها مع سد الذرائع التي من شأنها تمكين الأشرار إلى التوصل عن طريقها إلى بغيتهم المطلوبة وضالتهم الغائبة فالمعالجات الحاسمة تظل مستمرة لا يمكن التفريط أو التساهل عنها لأنها في حال التفريط سيتسع الخرق على الراقع وتتفاقم المشاكل الخطيرة وتنفجر القنبلة المؤقتة قبل الوصول إلى سحب صاعقها فثوران البراكين العنيفة يتسبب في الخسائر الجليلة ويجعل الأمة تسقط في لجج الفتن الهادرة ولا ينفعها حينئذ أج ولا ثج ستظل تنغمس في فيح الفتن وتسبح في صهارة الهرج والمرج تسقط هنالك عمد السلام فتحتر الحياة وتستحيل إلى رمضاء محرقة وبؤر للصراع وأخاديدا للتآمر وكهوفا للكيد والخداع .