الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٩ صباحاً

كابوس الصحو

خالد الصرابي
الاربعاء ، ٢٣ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
لا اعتقد بأن ثمة يمني واحد لم يستاء ازاء ما يحدث من انتهاك صارخ للقيم الانسانية والوطنية . فليس بالشيء القليل وصول ما يمكن تسميتهم ب"اعداء الوطن" الى هز كيان الدولة من خلال سلسلة الاغتيالات المطالة ابناء القوات المسلحة والامن الذين يمثلون العديد من مكونات الدولة ابرزها النظام والقانون , والدفاع عن سيادة الوطن , وهيبة الدولة نفسها ..الكثير من التحليلات السياسية تجاه هذا النوع من الاجرام تصفه على انه قد يكون تصفية حسابات شخصية وهو ما نستبعده تماما وفقا لوقائع مسرح الجريمة الذي يؤكد حدة الخطر المرتقب ابناء هذه المؤسسة كون الحسابات الشخصية لن توحد في عملياتها التوقيت الزماني والاصرار على اختيار ضحاياها وهم مرتدين الزي العسكري كمقدمة لسطور رسالتها الموجهة الى القيادة واعضاء الدولة ..لاشك ان تلك العناصر تتمنى ان تكون فريستها في كل مرة من الشخصيات والقيادات الرفيعة لكن ادراكها بصعوبة وعناء الوصول جعلها تبحث عن صيد اسهل وهم المترجلين . الشيء الاكثر الم في هذا الجانب هو معرفتها الكاملة بتفاصيل الحياة في صفوف الجيش وذلك لعدم تحصينه بالسرية المعمول بها في مختلف جيوش العالم لذا فانها دائما على يقين بانها ستجد من حملة الرتب الكبيرة يسير على الاقدام في ظل ركاكة البنيان الذي بات جيشنا يشهدها بمفارقاتها العجيبة والمزرية حيث تجد رتب اقل من العقيد منحت مناصب اكبر من العقيد ويقتضي حصولها على سيارة وفي الاغلب مرافين بينما تجد العقيد ليست لدى العديد من حملة هذه الرتبة حتى اعمال مع ان قانون لائحة شئون الضباط ينص على ان الوصول الى هذه الرتبة لايتم الا عند وجود عمل ومنصب يحفظ لها مكانتها مالم فان فترتها المحددة لاتتجاوز الاربع سنوات ثم تحال الى التقاعد ..عملية توقيف التقاعد واعادة المتقاعدين من العسكريين من ابرز اسباب التكدس الذي افقد الجيش وزنه الحقيقي ليبقى عرضة واداة سهلة سواء كان المجرمون يسعون لاعاقة نجاح التسوية السياسية واخراج الوطن الى بر الامان او كانت عملية انتقام لعناصر القاعدة مقابل تكبيدها خسائر مادية وبشرية من قبل ابطال قواتنا المسلحة والامن فان تمكنها من قتل الضباط وفي اطار جغرافية امانة العاصمة شيء لا يبشر بالخير حيث يمكن وصفه "بكابوس ولكن في فترة الصحو" فمن غير المعقول ان يضطر رجال الجيش والامن الى التنكر بأزياء اخرى خلال ذهابهم الى مقرات اعمالهم حفاظا على حياتهم المهددة بالخطر في أي وقت ممكن انها مفردات للغة غاية في الركاكة الشيء الذي لن يتقبله المواطن الباحث عن الامان خلف هؤلاء الجنود..