الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٥ صباحاً

حديث العتاب والاعتذار مع المصدر الأمني المسؤول ..!

طارق مصطفى سلام
الاثنين ، ٢٨ ابريل ٢٠١٤ الساعة ١٢:٢٠ مساءً
جاءني من المصدر المسؤول في قيادة الجهاز المركزي للأمن السياسي العتاب والنقد الآتي ذكره لاحقا ..وبعد أن تأكدت من مصداقية ما جاء في العتاب وصحة محتوى نقد المصدر المسؤول .. ولذلك وجب مني التصحيح لما جاء من معلومات غير دقيقة في مقالي السابق تحت عنوان (في وداع الشهيدين العريج والنجدي) والاعتذار للأخ اللواء جلال علي الرويشان رئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي واللواء راجح سعد حنيش وكيل الجهاز, وفيما يأتي نص حديث العتاب والاعتذار..

هو : أخي الفاضل ... سلام الله عليك. ورد في مقالك الأخير والذي نقله موقع صحافة نت( أن قيادة الجهاز المركزي للأمن السياسي لم تحضر مراسم تشييع الشهيدين العقيد / محمد محمد مهدي العريج والعقيد / أحمد عبدالله حسين النجدي .. والصحيح أن قيادة الجهاز حضرت مراسم التشييع وفي مقدمتهم رئيس الجهاز اللواء / جلال علي الرويشان واللواء / راجح سعد حنيش وكيل الجهاز ومستشار رئيس الجهاز وعدد من القيادات والضباط من زملاء الشهيدين ). أأمل تصحيح المقال ، ويمكنك التواصل مع أي من أفراد أسرة الشهيدين للتأكد من ذلك . مع خالص تحياتي ، ودمت ذخرا للعطاء.

أنا : أخي الفاضل, أسعد الله اوقاتكم, سعدت برسالتكم الجميلة التي لم أطلع عليها سوى هذه اللحظة وأسعدني أكثر أن أكون على خطاء وغلطان في ما ذهبت إليه من تقييم ونقد لتقصير قيادة الجهاز المركزي للأمن السياسي ورئاسته الجديدة (وتحديدا اللواء جلال الرويشان طيب السيرة وحسن الصيت) والتي نحمل لها الكثير من التقدير والاحترام, فانا يهمني ويسعدني كثيرا ان تكون قيادة الجهاز أكثر وفاءً لمرؤوسيها المخلصين والمثابرين خاصة وجميع منتسبي الجهاز المرابطين عامة وليس العكس ..

عموما الأمر لا يحتاج مني لكثير من الفحص والتدقيق .. فأنا أجزم بأنكم واثقين من معلوماتكم وصادقين في حديثكم وعتابكم وإلا ما كنتم لتبذلوا كل هذا الجهد في التواصل معنا وتحرصوا على التصحيح للمعلومة والانصاف للأخر رئيسا ومرؤوس وفي شفافية غير معتادة من مثل هذا الجهاز الأمني الاستخباري الذي تفرض عليه طبيعة مهامه ان يعمل من خلف الستار, وهي سابقة حميدة تسجل لكم وللأخ اللواء جلال الرويشان الرئيس الجديد للجهاز..

نعم أخي الفاضل .. من المؤكد بأنكم ما كنتم لتتصدوا للقيام بمثل هذه المهام المطلوبة في الايضاح والتصويب لولا أنكم صادقين في كل ما تقولونه ومتواجدين (ايضا) في مراسم التشييع بل وكنتم أحد شهود العيان لما حدث من وقائع التشييع العسكري المهيب الذى جرى يوم السبت الموافق 26أبريل2014م ..

أخي الكريم, أوكد لكم مجددا أسفي لهذا الخطاء الذي وقعت فيه والذي كان لسبب وحيد وهو وفائي لذكرى الشهيدين الصديقين ولا شيء غير ذلك, كما انه جاء نتاجا عن غيرتي الشديدة على مصالح أسرتي الشهيدين بعد غياب معيلهما الوحيدين, ودافعي فيه الأول والأخير هو حرصي على انصاف السجل المهني للشهيدين .. وهو ذلك السجل المشرف والناصع البياض الذي أزعم أنني أعرف عنه الكثير ولا أكثر من ذلك..
كما أوكد لكم حضوري مبكرا للمشاركة في مراسم التشييع ومنذ الساعة 6.30 صباحا (متقدم في ذلك على معظم المشاركين في التشييع) وأنني قد دققت كثيرا في ملامح الحاضرين إلا ان سوء الحظ العاثر لم يسعفني في التعرف على شخص اللواء جلال علي الرويشان رئيس الجهاز أو شخص اللواء راجح سعد حنيش (وهو بالمناسبة من جيران الشهيد محمد العريج في حي سعوان ولذلك أتوسم فيه الخير لأسرة الشهيدين بحكم صلة الجوار التي أوصى بها الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم, ورفقة السلاح الطويلة بين الرئيس والمرؤوس) ..

عموما أود التأكيد لكم بأنني سوف أنشر قريبا التصويب المطلوب واعتذاري العلني بهذا الخصوص مع الاشارة إلى بعض التفاصيل الخاصة بعناية قيادة الجهاز بأسر الشهيدين (والشهداء كافة ) ان وجدت وتوفرت لي من طرفكم .. أو من ذوي الشهيدين ..

وحتى أستلم منكم تلك المعلومات المبشرة بالخير - بأذن الله - وأفعل أنا ما وعدتكم به - أن شاء الله - سوف أنشر بصفحتي على الفيس بوك نص هذه المحادثة الطيبة التي أجريتها مع شخصكم الكريم (والتي تحمل في محتواها مضمون الاعتذار) وفاءا لذكرى الشهيدين ودلالة لحسن النوايا من طرفي .. وفقكم الله لما فيه الخير للشعب والعزة للوطن ..والسلام ختام .

هو : نعم ستحظى أسرة الشهيدين بما يجبر الخاطر مع علمنا يقينا أننا لن نستطيع أن نعوضهم في مصابهم الجلل بفقدان محبيهم لكن من باب سددوا وقاربوا .. وسيتصل بكم لاحقا .... عرفانا وامتنانا لما خطه يراعك ..

ختاما : كم أتمنى ان تصدق قيادة الجهاز بتنفيذ وعودها بالاهتمام بأسر الشهداء من منتسبي هذا الجهاز الأمني الهام حتى لا تحبط همم وتهدم معنويات الأحياء منهم خاصة في ظل ما ينفذ اليوم من سيناريوا اجرامي خبيث واستهداف ممنهج ومتصاعد لكوادر المؤسسات العسكرية والأمنية بالرصد الجبان والقتل الغادر, وهو ذات المسلسل الوحشي المقيت لقائمة الاغتيالات الطويلة والحقد الدفين الذي ندينه جميعا إلا أنه يشعرنا دائما وبإصرار غريب بأنه باق إلى ما لا نهاية ! بل أنه ينفذ حاليا (ودائما) بوقاحة وخسة منقطعة النظير ويوجه وينفذ بشكل خاص للغدر بكوادر الجهاز المركزي للأمن السياسي!! ..

وكم أتمنى (ايضا) أن يكون (دائما وأبدا) حديث المصدر المسؤول بالأجهزة والمؤسسات الأمنية اليمنية كافة بهذه الشفافية والكمال وبهذا القدر الكبير من المصداقية والجمال .. وليتهم يفعلون ولا يتأخرون .