الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٤ مساءً

حكومة الفشل الوطني..!

موسى العيزقي
الاثنين ، ٢٨ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
المتابع لسير الاوضاع في البلاد يجدها تتجه بخطىء حثيثة صوب المجهول.. فالاقتصاد شبه منهار.. والامن يكاد ينعدم.. والكهرباء تشهد تقطعات متواصلة .. والاعلام منفلت..و القضاء يغرد خارج السرب.. والمواطن البسيط والمغلوب على امره لم يعد باستطاعته الصمود امام موجه المحبطات والمشاكل والازمات..

في مقابل ذلك نجد من ينعت ثورة الربيع اليمني ويصفها بأقبح الصفات..مع ان الثورة الشبابية السلمية العظيمة التي اذهلت العالم بسلمتيها ومدينتها بريئة مما يقال عنها براءة الذئب من دم ابن يعقوب..فقد كانت ولا زالت وستظل انشودة كل مواطن يمني حر وشريف.... استطاعت وبفضل الله تعالى ان تنهي مشروع التوريث البغيض للفرد والحزب المستفرد بالسلطة والثروة، وفتحت المجال لأول مرة في تاريخ اليمن امام المشاركة الحزبية والشعبية الواسعة ..باعتبار ان المشاركة في الحياة السياسية ليس حكراً على فئة او جماعة او حزب او طائفة او قبيلة او شخص معين بل هي ملك لجميع المواطنين اليمنيين وحق من حقوقهم المكفولة دستوراً وقانوناً..

والحاصل ان هناك من يخلط بين شعبان ورمضان فيعيد اسباب تردي الاوضاع المعيشية في البلاد الى قيام الثورة الشبابية، وكأننا كنا نعيش في مستوى يشبه الاحلام قبل.. حتى نجي ونترحم اليوم على العهد السابق.. فهذا بالفعل ما يريد ازلام النظام السابق وزبانيته ايصالنا اليه ..حتى يتلذذوا بمعاناة الناس .. وهنا لا نلوم اصحاب المصالح الضيقة من اتباع النظام السابق، وانما نلوم السلطات الحالية التي تحكم البلاد اليوم وتديرها .. كونها فشلت فشلاً ذريعاً في ادرأه البلاد وتامين حياة الناس وتوفير الامن والامان .. لأنها للأسف تمارس نفس السياسات الخاطئة التي برع بها النظام السابق فيها ..فالحكومة مثلاً تفاوض من يقطعون الطرق ويفجرون انابيب النفط والغاز.. ويعتدون على ابراج الكهرباء ويختطفون الاجانب ويروعون الامنين ويقلقون السكينة العامة والخاصة، ويفجرون الحروب والازمات ويعيثون بالأرض فسادا.

لقد نست الحكومة او تناست الدور المناط بها كحكومة نالت ثقة الشعب واختارها لتكون امينة على مصالحه وحريصة على امنه واستقراره. فهل تعي حكومة الفشل الوطني ذلك؟؟ وهل تدرك انها بتصرفات الخاطئة تلك وبتهاونها وتقصيرها باستخدام قوة النظام والقانون وردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن المواطن والوطن انها بتصرفاتها تلك تفتح شهية المخربين والفاسدين والعابثين لتكرار جرائمهم وتنفيذ مخططاتهم التآمرية ومشاريعهم التخريبية..
اخيراً على الحكومة ان تسارع الى اعادة النظر في سياساتها وتصرفاتها وطريقة إدارتها للبلاد وتعاملها مع الازمات، وان تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والحاق الضرر فيه، والا فعليها ان تقدم استقالتها وتترك المجال لمن هم اهل لتحمل المسئولية غيرها...