الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:١٦ مساءً

ولكن قومي لا يعلمون

أمين الشفق
السبت ، ٢٩ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ١١:٠١ صباحاً
لم يترك صالح أي وسيلة من وسائل الخداع والمراوغة والمكر والكذب والتزييف إلا واستخدامها مع شعبه ومع الخارج ، وكل ما يعلنه على القوم في أحاديثه العلنية وخاصة منها المتلفزة على عكس ما يمارسه في الواقع العملي وما يتخذه من إجراءات تثبت أن قوله مخالف لفعله .

استطاع صالح بأساليبه المتلوية أن يقنع فريقاً واسعاً من الناس به ردحاً طويلاً من الزمان ، وخلالها خطط بمكر وخديعة لتثبت أركان الحكم العائلي ، الذي أضمره منذ فترة طويلة ولم يفطن لما يخطط له من القادة والسياسيين وأصحاب الرأي إلا القليل .

وعلى نفس المنوال استطاع صالح بكذبه ومراوغته أن يؤخر نجاح الثورة ووجد من قومنا من يسمع له ، ويؤمن بكلامه حتى اليوم.

أعلن استعداده للتخلي عن السلطة في بداية الثورة ، أعلن التزامه بالمبادرة الخليجية إذا عدلت وعدلت خمس مرات وأخذت وقتاً طويلاً رتب فيها أوراقه العائلية والعسكرية والأمنية ، وراهن على سلمية الثورة وعقلانية المعارضة وحرصها على دماء اليمنيين .

المسلسل المكسيكي لم ينتهي وماتزال الحكاية مستمرة ، يعلن في المساء أنه سيوقع المبادرة ، وينقض موقفه في صباح اليوم التالي ويقدم طلبات جديدة ويرسل الوفود للخارج لتضليلهم واستغلال قلة خبرتهم بكذبه ومراوغته ليكسب
وقت جديد يرتب فيها الكثير من الأوراق مع الخائفين على مصالحهم ممن حوله ومن تبعهم من أشياعهم وأنصارهم الذين تعودوا على العيش في ظل الفساد والفوضى التي أوصلت اليمن لتكون أخر دولة في العالم في مختلف المجالات .

منذ أن أعلنت المبادرة الخليجية وأعلن الشباب الثوار رفضهم للمبادرة ، لأنها ستمنحه الحماية ، وهذا يعني ذهاب دماء مئات الشهداء وآلاف الجرحى هدراً ، دم محمد عطا وعوض السريحي وطه المنيعي ومياس المهلل ستضيع هدراً من سيقبل بهذا ؟ وبأي منطق يعفى من سفك الدم ؟ ليس من حق احدٍ كان فرداً أو دولة خليجية أو مجلس أمن دولي أن يمنح من سفك دماء الشباب الحصانة ، كلهم ليس أولياء الدم ، ولا ندري من سمح لهم بالتصرف بدماء الشباب ليعطوا صالح ضمانات عدم الملاحقة والمحاكمة ؟

إن توقيع صالح على المبادرة يعني:

الشباب هم أصحاب الفعل الثوري في بلادنا ولن يرتاحوا حتى يحاكم صالح ومعاونيه وكل من ساهم وعاون في قتل الثوار أياً كان موقعه أو نسبه .

آخر كذبات صالح ومرواغته إعلان رغبته في التنحي وقبوله التوقيع علي المبادرة ليماطل ويعطل الثورة من تحقيق أهدافها .. هو هكذا منذ 33 عاماً ...... ولكن قومي لا يعلمون .