السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣٢ صباحاً

هل يا ترى سيظهر نيلسون منديلا أخر في اليمن

نادر الصلاحي
السبت ، ٠٣ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
لاشك أن السمة العامة التي يصطبغ بها عالمنا المعاصر هي أنه ما من دولة إلا ويتكون شعبها تقريبا من جماعتين أو أكثر , يكون لكل منها خصائص مميزة , ففي معظم بلاد العالم يوجد فى داخلها أغلبيات اجتماعية تشترك فى تاريخ واحد وخلفية ثقافية واحدة وهناك أيضا جماعات أصغر لكل منها سماتها الخاصة , وهذه الجماعات هي التي يطلق عليها وصف الأقلية.
وهناك ما بين 2 إلى 5% من سكان ا ليمن (500,000 إلى 1.2 مليون) " نسبة تقريبية" يصنفون باعتبارهم من فئة الاقلية عرقيا (الأخدام) اصحاب البشرة السمراء الذين يعانون من صعوبة في عملية الاندماج الاجتماعي في بلد ديمقراطي،ومن السبب في ذالك هل أبناء الفئة نفسها لايريدون الخروج من هاذي القوقعة ام المجتمع اليمني ام الدولة ومن لهو الدور الأكبر في عدم دمجهم داخل نسيج المجتمع وهل عدم دمجهم ممنهج حقا.

ان المطلع على التركيبة الطبقية منذ قديم الأزل للإنسان اليمني يجد ان هذه الفئة موجودة ومنتشرة في ربوع الوطن الحبيب ولا يوجد قانون او نص دستوري يمنعهم من حق الترشح لأي منصب في الدولة، من منصب الرئاسة الى الإدارة ولم تحرمهم الدولة من حق امتلاك الهوية الشخصية والرقم الوطني ولهم حقوق مثل ما لإخوانهم في المجتمع وعليهم واجبات مثل ما على إخوانهم حسب نص الدستور والقانون اليمني ،واعطائهم مقعد في مؤتمر الحوار الوطني صحيح انه لا يتناسب مع حجمهم السكاني لكن هذا دليل على ان الدولة لم تقم بتهميشهم قط ،حتى في وزارة حقوق الإنسان مثلهم مثل بقية إفراد المجتمع وهذا يدحض كلمة مهمشين التي انا لست معها ان تنطق عليهم لان التهميش يعني إقصائهم من بعض الحقوق في الدولة وحرمانهم من بعض الممارسات والامتلاك والتنقل وغيرها لذالك انا مع تسميتهم بأصحاب البشرة السمراء (السمر).

كذالك لا توجد مدرسة او جامعة منعتهم من التسجيل فيها ولو حملنا المسؤولية المجتمع اليمني لوجدنا ان مجتمع الإيمان والحكمة من أفضل الشعوب تعايشا وبساطنا وتواضعا وهوا يتعايش مع أي فئة بتلقائية وعفوية ،وهذا لا يعني إنني إبراء المجتمع من النظرة العنصرية التي ينظرون بها لإخوانهم أصحاب البشرة السمراء(الاخدام) وما يبرمجوا به أبنائهم منذ الصغر على التخويف والترهيب من ابناء هذه الطبقة ،ويتحمل المجتمع جزئ من وصولهم الى هذه المرحلة التي وصلوا إليها كذالك من بطاء عملية دمجهم في المجتمع.

ولو قلنا ان أبناء الفئة نفسها شاركت في تهميش نفسها أقول نعم يتحملوا جزئ في رسم هذه الصورة الذهنية عن أنفسهم التي يتعاملون بها من قبل إفراد المجتمع والتي ألان يدفعون ضرائبها في هذا المجتمع .

ولو نظرنا الى جنوب الوطن قبل الوحدة وبعد الوحدة لوجدنا أنهم موجودين في كل مفاصل الدولة ولا توجد أي شكل من إشكال العنصرية ضدهم .
من هنا نستنتج ان ضعف الدولة في الشمال سابقا ساهم في عدم دمجهم وقوة القبيلة ومكانتها كان لها دور في تطايرهم بإعمال محددة ووظائف محددة .
إذا الثلاثة الإطراف 1-أصحاب البشرة السمرة(الاخدام) 2-المجتمع 3- الدولة مشتركة لوصول هذه الطبقة من المجتمع لهذه المرحلة من التدهور بكل أشكاله، سواء الصحة، او التعليم، او العمل، ،او المسكن، او المكانة ،الاجتماعية ،او غيرها والذي لا احد من هذه الإطراف الثلاثة الإطراف راضي عنها ،ولو أردنا ان نتحدث عن دور كل طرف من الإطراف السابقة في هذه المشكلة وكيف ساهم في وصول هذه الطبقة الى ما وصلت إلية وكذالك دورهم في البرمجة النفسية التي يبرمج أولياء الأمور في المجتمع أبنائه عليها ويبرمج بعضه البعض عن اصحاب البشرة السمراء .

وعن البرمجة النفسية التي يستخدمها أولياء أمور أصحاب البشرة السمراء أنفسهم لبرمجة ابنائهم عليها ، يحتاج لنا الى مقالات عديدة وإن شاء الله سندولها في الأيام القادمة.

وانأ اعتبر أصحاب هذه الطبقة قنبلة موقوتة يمكن ان تنفجر بأي لحظة ،ويظهر في نيلسون منديلا أخر يرجع لها مكانتها ويبعد عنها هذه النظرة العنصرية ويجب ان نكون كلنا صف واحد في دمج هذه الفئة ونبدأ من وزارة التربية والتعليم.

بالعمل ووضع آلية في مناهجها الدراسة بالتوعية في إزالة النظرة العنصرية كونها تحتضن أهم شرائح المجتمع ذات التفكير الخصب وادعو الدولة للاستفادة من طاقاتهم الجبارة ونقاط قوتهم ومميزاتهم وإبداعاتهم وادعو المنظمات الاهلية لاعطاهم مقاعد في برامجها التدريبية والتوعوية واشراكهم في حملاتها التطوعية .

وسرعة إدماجهم في المجتمع سيساعد الدولة في نموها الاقتصادي والديمقراطي وغيرها من الفوائد ويجعلها تتقدم مراحل في تصنيف الامم المتحدة في مجالات عديدة...