الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٣ مساءً

الارهاب انفصام القرية الصغيرة

عبدالسلام راجح
الأحد ، ٠٤ مايو ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
اليمن يواجه تحديات كثيرة ويمر بمنعطفات خطرة في مرحلة ما بعد الحوار ,فبدلا من التوجه لحلحة القضايا الشائكة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ومد يد المصالحة والحوار مع كافة الاطياف ومن بينها القاعدة وترتيب البيت اليمني وحل مشاكل الاقتصاد ,لكن شيئا من هذا لم يحدث في ظل العنترية التي يظهر بها الرئيس ووزير الدفاع في مكافحة الارهاب وحلم القضاء عليه ,مع ان المعطيات تفرز نتائجا مخيبة للآمال, لان المثال الباكستاني والعراقي لم يستفد منه الساسة الذين يدركون خطر المواجهة خصوصا مع ابناء الوطن المنخرطين في صفوف القاعدة الى جانب تدفق عناصرهم القادمة من كل مكان وخلال المواجهة ستصبح اليمن قبلة الارهاب.

ان اعضاء القاعدة سيوسعون نطاق المواجهة ولن يستسلموا بسهولة ولن يتوانوا لحظة في رد الصاع بصاعين وسيكون الضحية كما هي العادة ليست امريكا بل الجندي والمواطن اليمني بما يعني ان هما اخر سيضاف الى رصيد اليمني وهو مكافحة الارهاب الذي يحل مكان مكافحة الفقر والجريمة والفساد السياسي والمالي وهذا هو حظ اليمنيون كلما تنفسوا الصعداء, اتاهم الهم من حيث لا يحتسبون وليس اخر المطاف مكافحة الارهاب.

وزير الدفاع بعد زيارته لأمريكا يكشر عن انيابه ويبرز عضلاته في مواجهة القاعدة وليس في مواجهة الجماعة التي تحكم الخناق على مداخل العاصمة خصوصا بعد اقترابها من حدود العاصمة وتهديدها بالاقتحام في اي لحظة ,فالموت لأمريكا شعار زائف اثبتته الايام وفسرته كل الظواهر التي تفصح عن دعم امريكي خفي للحوثيون وليس اخرها سكوت السلطة وامريكا عن جرائم الحوثي هنا وهناك وكما قيل السكوت علامة الرضا فالكلام عن جرائم الحوثي في الشمال محرم حال الخطبة السياسية والمقال والادانة العالمية.

لست مع الارهاب من اي طرف كان ولكنني ضد ممارسات الحوثي والقاعدة الارهابية وفي نفس الوقت كان الاجدر اشراك القاعدة في مؤتمر الحوار شأنها شأن الحوثي فكلاهما وجهان لإرهاب واحد وتطرفهما يخرج من مشكاة واحدة.

الحرب العالمية على الارهاب خاسرة فكما رضخت الدولة الافغانية والباكستانية للحوار مع القاعدة ولو في الوقت بدل الضائع نجد التعنت العراقي واليمني في مواجهة الارهاب ستجلب الكثير من المتاعب والمصاعب وستجر البلاد الى حرب غير منتهية الخاسر فيها هو الشعب
ان سياسة الولايات المتحدة الامريكية في حربها ضد القاعدة هي نقل المعركة الى بلدان اخرى بعيدا عن اراضيها حتى تنعم بالسكينة والهدوء بينما تغوص بلدان اخرى في انهار من الدماء تولدها احزمة ناسفة "ليس لها من دون الله كاشفة".

الحرب على القاعدة المقصود منها تصفية ابين وتطهيريها تماما من عناصر التنظيم واما العاصمة المهددة من قبل عناصر الحوثي لها الله ,فالخير في رجال القبائل او ابو فاس.

اخيرا ياوزير الدفاع ويا رئيس البلد كفانا حربا كفانا ارهابا, الشعب يريد حياة طيبة تتحقق فيها الحياة الكريمة يتم فيها استخراج خيرات البلاد ليستفيد منها العباد أما الحرب فلا ناقة لنا فيها ولا جمل ولا خير في حروبا خاسرة جربتها دول عظمى ونالت نصيبا كبيرا من كعكة الانفجارات التي هزت العالم وقصمت ضهر الجمل وفي الحرب سينتهي الجمل بما حمل.