الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٥ صباحاً

في اليمن غياب الدولة..وظهور الارهاب..!

طارق العضيلي
الأحد ، ٠٤ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
جيش بعتاد كبير وتعداد يتعدى قوامة المئتين الف مقاتل ، بل أن بعضهم صنفه كثاني جيش عربي من حيث العدد والعتاد ، لكنه في المقابل عاجز عن تحقيق أي تقدم في ردع الجماعات الإرهابية سواءً تلك المصنفة عالمياً أو المحسوبة على التيارات الدينية المتشددة أو حتى على أحزاب أو تنظيمات يسارية تدعوا إلى الانفصال بحجة رد المظالم. في اليمن أثار الإرهاب جدلاً تخطى موضوعات أكثر خطورة وأشد إلحاحاً على الأمن والسلم الدوليين ، لم يعد الإرهاب بمعنى الجريمة التي لها عناصر وأركان تميزها عن غيرها من مفاهيم محرمة داخلياً ودولياً ، من حيث إنهاء استخدامٌ للعنف بصورةٍ غير مشروعة، ضد مصالح محددة في خدمة إيديولوجية معينة ، بل أصبح مفهوماً أعم وأشمل فهو إرهاب سياسي، اقتصادي، اجتماعي، انفصالي ، أيديولوجي وديني ، كما أن الإرهاب لم يكن حكراً على فكر معين يمينياً كان أم يسارياً فهو تقنية يمكن لكل ذي مصلحة الاستعانة بها ، وأنه لا ضرورة لأن يكون الإرهاب أيديولوجية لجماعة ما متى ما رادت ان تلجأ إليه ، بل يمكن أن يكون فقط أسلوب عمل في مرحلة معينة من وجود هذه الجماعة . تفشت فى السنوات الاخيرة ظاهرة الارهاب، وتطورت ولم يقتصر تطورها على زيادة العمليات الارهابية وتصاعد ارقام ضحاياها بل شمل أسلوب تنفيذ هذه العمليات كما شمل تنفيذ المنظمات والجهات التى تباشر هذا العمل الإرهابي لدرجة ان بعض الدول التي لها أجندات خاصة ومصالح صارت ترعى وتباشر هذه العمليات الارهابية ، وبالتالي صار الارهاب الدولي حقيقة مؤسفة من الصعب مقاومته والقضاء عليه. نحن في اليمن نعيش حالة معقدة من حالات الإرهاب ويواجه المواطن اليمني البسيط كل يوم شكل جديد من أشكاله وطريقة من طرق الموت الغريبة التي لم يفكر فيها حتى الشيطان ..! تنظيم القاعدة ، والحوثيون ،الحراك المسلح، وبقايا النظام التي تدير خلية سرية يتم من خلالها تنفيذ عمليات تصفية لكوادر أمنية وسياسية كبيرة .. كل هذه أسماء لجهات مختلفة تماماً في التفكير والمرجعية إلا أنها تتفق تماماً في زعزعة الأمن وتخويف المواطن وضرب الاقتصاد الوطني . بطريقة عبثية يحاول كل هؤلاء الإرهابيون النيل من اليمن أرضاً وشعباً وجيشاً واقتصاد ، إلا أننا نوجه رسالتنا بلهجتها الشديدة إلى فخامة رئيس الجمهورية أولاً لأنه المسئول الأول، وإلى قادة الجيش الأمني والدفاعي بأن الدور المنوط بكم الآن هو إرساء دعائم الأمن والضرب بيد من حديد على كل الخارجين عن القانون،ومايحدث الان من معارك في محافظتي ابين وشبوة ضد القاعدة نتمنى ان تكون حرب صادقة لتطهير الارض اليمنية من احدى انواع الارهاب الموجود على الواقع اليمني،كما نوجه رسالتنا الثانية لهؤلاء الإرهابيون ونقول لهم بأن أبناء اليمن صفاً واحد ويدا واحدة لا تفترق ، ومهما تعددت وسائلكم الخبيثة فإن الشعب اليمني سيقف في وجه كل المخططات التي تستهدف أمنه واستقراره .ونوجه الرسالة الثالثة الى التيار الحوثي المتمركز في شمال الشمال والذي يمارس اشد انواع الارهاب على المواطن والوطن ، ونقول له يجب عليك ان تسليم السلاح للدولة،وان تكف يداك عن ممارسة القتل والتجهير وبث الخوف في قلوب الناس ،و تنفيذ مخططات الدول الخارجية ،وان الجيش في ابين وشبوة هو نفس الجيش في صعدة وعمران.