الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٩ مساءً

ملك ملوك الطغاة

هيثم الحميدي
السبت ، ٢٩ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ٠٩:١٥ مساءً
عند اندلاع الثورة الليبية , خرج ألقذافي إلى الشارع موجة أوامره إلى كتائبة ، لإلقاء القبض على من وصفهم بالجرذان ، مرددا كلماته الشهيرة في كل خطاباته ، سنحرر أرض ليبيا شبر شبر دار دار زنقة زنقة وقال أسحبوهم وحرروا الأرض منهم وسرعان ما نقلب الأمر علية.

ملك ملوك الطغاة الذي حكم ليبيا طيلة أربعة عقود ، بيد من حديد فكان هو الملك ، والأمير ، والوزير ، والمدرس ، والطبيب ، ورجل المرور ، وألقاب لا تعد ولا تحصى ، لا دستور يحكمه ، ولا قانون يردعه ، فانتهاء كل ذلك ببساطة على أيدي الثوار ، مندسا في إحدى مجاري الصرف الصحي ، وهو يردد كلمات استغاثة اتركوني حرام عليكم كما بثت مقاطع له في وسائل الإعلام الليبية ، والعربية ، والثور يسحبونه كما كان يأمل أن يسحبهم كذلك .

فبموت ملك ملوك الطغاة طوت ليبيا صفحة مليئة بالظلم ، والاستبداد ، حكمها ألقذافي ، لأربعة عقود بالحديد والنار ، جندلها أبناءة ذكورا ، وإناثا ، لتولي مهاما سياسية ، وإستراتجية ، عملوا على استنزاف ثروات البلاد والعبث فيها .

فبعد إعلان الثوار مقتل ملك ملوك الطغاة ، أنهار ما تبقى من حكمة ، ليعلن بعدها مقتل نجله المعتصم ، الذي تولى مهماته عسكرية في
مصراتة ، وجرح نجله الأخر سيف الإسلام ، وسط شكوك بمقتلة ، ثم مقتل وزير دفاعه ، أبو بكر يونس بعد ذلك تم نقل جثمانهم إلى مصراتة



فمنذ أربعة عقود و ألقذافي يحكم البلاد بقبضة من حديد فكان من يعارضه حدد مصيره ألقذافي ولكن جاءت الثورة لتحدد مصير ألقذافي وعائلته بين الموت الشنيع والشتات في دول اخرى منهم من مات موت شنيع كالقذافي ونجله ووزير دفاعه والأخر مازال حيا
بين الضياع والشتات .


مقتل ألقذافي أتي بعد زيارة مفاجئة لوزيرة الخارجية الأمريكية ، الى ليبيا بعد هدؤ دام أشهر بعدها تشتعل الساحة الليبية من جديد ، ليعلن تحرير الأراضي الليبية ، من حكم الجماهيرية الاشتراكية ، اللعينة ليعلنها الثورة دولة ليبية مدنية متساوية الحقوق والحريات .

أمر مرعب أن القذافي هو ثاني رئيس عربي ينتهي نهاية مهينة والغريب أن القذافي كان يتهكم على الحكام العرب محذرا إياهم من نهاية مشابهة لنهاية صدام حسين، لكنه هو الذي انتهى هذه النهاية! فبعد أربعة عقود من الحكم الديكتاتوري لمعمر القذافي، حكم ليبيا بالحديد والنار ، انتهى القذافي نفس النهاية التي تسبب بها لكل من عارضه أو اختلف معه ومع نظامه، وانتهى كذلك بنفس الطريقة التي قتل بها رجاله الثوار الليبيين طوال عمر الثورة الليبية.

ولكن السؤال الأهم في هذه المرحلة ما مستقبل ليبيا بعد مقتل ملكها في ظل وجود حلف الناتو
على أراضيها ؟
وهل سيتمكن المجلس الوطني الانتقالي بإعادة الاستقرار في ظل هذه الظروف ؟


ولكن السؤال يبقى حاضر من انتم فكانت الإجابة وبكل بساطة نحن رجال ليبيا عكس ما كان يتوقعها العقيد و أبنائة

وبعد أربعة عقود من الدمار ، والخراب ، نقل للبيين ألقذافي وبكل بساطة لقد انتهاء ، فعليكم ببناء دولتكم الحديثة ، وطي صفحة .الماضي ، وبناء دولتكم المؤسسية ، القائمة على العدل والمساواة ، ونبذل العنف ، وحماية المواطنين، والحفاظ على كرامتهم .