السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٨ صباحاً

اليمن .. ومعاول الهدم

حمد مطارد علي
الأحد ، ٣٠ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ٠١:١٥ مساءً
منذ تولي علي صالح السلطة لم يقدم لليمن شيء , و لم يوفق في القيادات التي تحمل هم اليمن , وتعمل من أجله بإخلاص وحب ووطنية , وتحافظ على سمعته وسيادته وكرامته وهيبته , بل في الأغلب كانت هزيلة .. ومع ذلك تمارس كل أعمالها بلا حسيب ولا رقيب .. همها الأكبر النهب وتقاسم الحصص واستدراج الأقارب ومنحهم المناصب الهامة , وكذلك أصحاب الوساطة والنفوذ , بغض النظر عن الخبرات والكفاءات والمؤهلات .. كان ذلك من أعلى هرم في السلطة , إلى أبسط المسؤلين على مستوى المديريات..

****

تجد مسؤل وزارة ..لا يعرف معنى الإدارة.
ومدير مكتب يعلم الله كيف حصل على الشهادة.
ومدير مدرسه بحاجه إلى مدرس.
ومدير مستشفى بحاجه إلى طبيب يعالجه .
بل ومدير مديرية أمي لا يعرف يقرى ولا يكتب .. فقد تفاجأت ذات مره , حينما أخبرني صديق صحفي كان يعمل مراسل لإحدى برامج إذاعة صنعاء البرنامج العام . قال : عملت تقرير عن بعض المشاريع في إحدى المديريات , فاضطررت أن أسجل ولو بضع كلمات لمدير المديرية حول المشاريع , فلم يستطع المدير نطق ولو كلمه واحده صحيحة (الراجل طسيس) فقمت وكتبت الكلمة على ورقة ..وقربت المايك من وجهه , وأخذت ألقنه الكلمة المراد تسجيلها بصوت خافت في أذنه , وهو ينطقها للمسجل ..ولو ركز المستمع لسمع صوتي.

****

إذا كنت الحكومة لم تجد البديل لهؤلاء من أصحاب الكفاءة .. فلماذا نقول اليمن .. اليمن .. اليمن تنهار ؟!!. اليمن تسير نحو نفق مظلم !!..
والجدير ذكره أن هؤلاء لم يبدلوا ولم يغيروا منذ تعيينهم لأول مره , ولا يمكن تبديلهم حتى وأن أرادت الحكومة.. وإن فعلت .. نقلت هذا هناك .. وهذاك هنا..(ديمه .. خلفنا بابها).وكأن هؤلاء خلقوا لأجل هذه المناصب.

استشرى الفساد في شتى مفاصل الدولة , دون أستثنى , فَفَقِدت الدولة هيبتها وفوتها , حتى أنها لم تستطع بسط سيطرتها على كامل تراب الوطن , ففيه بعض المناطق فقدت الحكومه ونفوذها منذ زمن (أحمد وأبيه ) , قبل (أحمدنا وأبيه) , كما أنه أصبح السرق والمتقطعين والمخربين وأصحاب النفوذ ممن لايرقب الله, يعيثون فساداً ويفعلون ما يريدون دون ردع أو محاسبه .. وقد تعينهم الحكومة في تماديهم عندما تلبي طلاباتهم بعد عمليات الأختطاف أو التخريب أو..الخ. بدل محاسبتهم وردعهم .

أنعدم الامن , وغاب العدل , ولو توفر ذلك في بلد الإيمان والحكمة , لكان اليمن فوق ما نتصور .
همش أصحاب المؤهلات وأقصي أصحاب النزاهة والكفاءة .. أصبح القادرون على إدارة البلد من أبناءه خارج نطاق الخدمة , لا مكان لهم بين أولائك اللصوص .. لآن الخبيث إذا كثر يفسد الطيب أو يتخلص منه , فأصبحت البلاد بفعل ذلك في حالتها الحالية التي يرثى لها.

كم عقليات وكفاءات وطاقات داخل اليمن مكبوتة , وأصحابها إما عاله على اليمن , أو يذهبون خارج الوطن لتفريغها والإفادة منها والحصول على لقمة العيش.. كان اليمن أحوج لذلك من غيره .

تنتابني الدهشة عندما أرى اليمنيين خارج اليمن في المهجر , في شتى بقاع العالم , يبنون أنفسهم من عدم , ويحققون نجاحات يعجز عن تحقيقها أصحاب تلك البلدان نفسهم , فيصبح اليمني هناك , من مغترب (نكره) إلى (علم ) مضرب للمثل في الإبداع والنجاح , والكل يدرك ذلك .

لماذا لا تكن نجاحات اليمنيين داخل وطنهم ؟!. لماذا لا يُفسح المجال للقادرين لإدارة البلد؟!. بدل أولائك الأصنام المتحجره , أصحاب الكروش الكبيرة ,والنظرات القصيرة , والنفوس المريضة؟!.

أسأله ستجيب عليها , وعلى غيرها (بإذن الله ) ثورة شباب اليمن السلمية , وتكون الإجابات واقعاً ملموساً..حينها أبشركم.. والله أن اليمن بنعمة , وفيها أخيار وخير كثير.. ومستقبل مشرق منقطع النظير ..