الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٣ مساءً

رحِم اللهُ عفاشاً لا يُعرف

عبد الخالق عطشان
الخميس ، ٢٩ مايو ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً

إن كان من شكرٍ يُقدمه صالح فليس ذلك إلا للفنان محمد الأضرعي فهو من أبرز جد صالح (عفاش) وهتف به من ساحات الحرية والتغيير ومعه شباب الثورة الشعبية ، وكم كان أنصار صالح يرون أن ذِكر عفاش إنما هو مَنقصة لزعيمهم فكانوا يدافعون ويستميتون في دفاعهم عن زعيمهم وكأن لسان حالهم : من قال أن زعيمنا (عفاش ) والله لنضربن عنقه .ودارت الليالي والأيام وأعلن صالح أنه (علي عفاش) وآمن بالتغيير .. وأستسلم أنصاره للقب الجديد وأطلقوا حملة (سلام الله على عفاش) وجاء المهنؤن إلى زعيمهم يهنؤنه باللقب الجديد وحضر الشعراء بين يديه يمتدحون عفاش وغنى المغننون والمغنيات طربا بعودة (الحج عفاش) وكأنه كان في غيبة ثم رده الله..

لماذا أخفى صالح إسم جده الفاضل (عفاش) طيلة حكمه ، ومادام كان شيخا مشهورا فلماذا لم يرافق حفيده طيلة سلطانه ؟ ربما كان اللقب مثيرا للتعليل والتندر أو( لحاجة في نفس صالح قضاها ) ولربما كان اسم عفاش ليس له وقع رئاسي قوي حين تداوله في أروقة السياسة والإعلام داخليا وخارجيا ويثير السخرية .. وقد أحس صالح بذلك وأحسن في إخفاء جده حين حُكمه ، لقد عَلم صالح أنهم سيقولون ( انتخبوا عفاش ، وصَل بسلامة الله عفاش ، عفاش يضع حجر الأساس ، كلمة عفاش في القمة العربية ،.....الخ ) حتى تداولها بالإنكليزية وباللغات الغير عربية سيكون ثقيلا وأمهر ناطق سيقول ( أفاش أو قفاش أو كفاش أو....) ، إن إخفاء صالح لجده طيلة حُكمِه حِكمةٌ تضم لحِكمته فقد أراح المتكلم من عناء نطقها والسامع من عناء سمعها والمترجم من عناء ترجمتها على الأقل 33 عاما.. فسلام الله على عفاش (الجد)

تسربل صالح بلقب (الأحمر) نسبةً للمكان وليس للأسرة وهي الأسرة العريقة التي ينحدر منها الشيخ المرحوم عبدالله الأحمر ، فظن الشعب العظيم أن صالح من هذه الأسرة التي اتخذها صالح دُعامة اساسية لحكمه لكن سرعان ماشُوِهت هذه الأسرة بفعل سياسة صالح في الحكم وأصبح يقال (عصابة آل الأحمر الدموية) فكان صدى الوصف قويا وأقوى من (عصابة آل عفاش الدموية) رغم أن الوصف الأخير هو الأصح وإن كان جرسها الموسيقي ضعيفا ، ولقد أدرك صالح أن لقب عفاش هو أليق له في المعارضة و(العرقلة) من الحكم والرئاسة.

لن نغوص في جذور (صالح) بحثا عن عفاش هل كان إبنا للملكة بلقيس أم كان مع سام بن نوح يوم الطوفان أم كان رفيق سيف بن ذي يزن أم كان صهرا لوضاح اليمن أو خال الملك المضفر ..المهم (الله يرحمه) وما يهمنا هو من (وجدنا متاعنا عنده) حفيدهُ من حكمنا 33 عاما وقيمة الدولار بأقل من 4 ريالات وما ترك الحكم إلا والدولار باكثر من 240 ريال ودبة البترول بأقل من 20 ريال وما رحل عنا إلا وهي ب 1500 ريال و... ، وإن تغيير لقبه إلى عفاش لن ينسي الشعب ظلم صالح وتغيير اللقب لا يجب ما اقترف من مظالم..

امض يابن عفاش لحال سبيلك واتركنا نُلملم آمالنا التي بعثرت وندفن آلامنا التي تركت ، إمض بحصانك وحصانتك و اعتكف في مسجدك مسجد ( العفاش ) وسل الله العفو مما اقترفت ولا تنسى أن تدعو لجدك ..ورحم الله (عفاشا) لايعرف..

تنويه : تم تعديل عنوان المقال إلى العنوان الحالي بدلا عن :لماذا غير صالح لقبه ؟