الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٧ مساءً

مشايخ عمران وثأرهم من الحوثي

معاذ راجح
الخميس ، ٢٩ مايو ٢٠١٤ الساعة ١١:٤٤ مساءً
ليست الحرب الدائرة بين قوات الجيش ومليشيات جماعة الحوثي في عمران المشكلة الوحيدة التي تهدد المحافظة والتوافق السياسي في البلاد ، لكن المشاكل الأخطر تتمثل في تلك الزعامات القبلية والمشايخ والأعيان الذين أصبحوا بلا مأوى ولا بلاد تؤويهم ، وأضحى همهم الوحيد ؛ كيفية الانتقام من قيادة جماعة الحوثي؟ والجواب من وجهة نظرهم بـ المطالبة بإقالة المحافظ الإصلاحي دماج .

بالأمس التقى الرئيس عبد ربه منصور هادي بمجموعة من المشايخ المحسوبين على محافظة عمران يتقدمهم المحافظ السابق وآخرون .. غاب عن اللقاء أكثر من ثلثي السلطة المحلية وممثلي المحافظة في مجلس النواب والشورى، إضافة إلى غالبية المشايخ .

أحدهم حاضر الرئيس هادي عن الوطنية والمسئولية قائلا«لا نريدك رئيساً لمحافظتي أبين وشبوة ولكن نريدك رئيساً لكل اليمن» .. شيخ أخر دعا الرئيس إلى فرض سلطة الدولة ومنع نيران الحرب في المحافظة قبل أن يكتوي الجميع بحرها.. تحدث الثالثة والرابع بكلام من هذا القبيل،،وأجمع المتحدثون في خطاباتهم على تحريض الرئيس لأخذ ثأرهم من جماعة الحوثي والانتصار لهم ،، بإقالة المحافظ دماج وقطع الذريعة التي يبرر بها الحوثي توسع مليشياته في المحافظة وزحفها إلى مدينة عمران «المسالمة»- حسب كلماتهم خلال لقاء الرئيس .

كان خطاب الرئيس ورده عليهم "قاتل" : «لن نسمح بانكسار الجيش ..وأمن عمران من أمن العاصمة ..الدولة سوف تضرب بيد من حديد على كل يحاول إقلاق الأمن والسكينة».

لم يتوقعوا مثل هذه الرد الحازم في مقابل ما حملوه من مطالب للرئيس «جوفاء وخرقاء» تحمل في ظاهرها الحكمة والشجاعة، وفي باطنها الخوف والهروب من الواجب والمسئولية التي تخلو عنها وتركوا ورائهم أبواب مديريات وقرى عمران مفتوحة على مصراعيها للتمدد الحوثي المسلحة .

أٌشفق على أمثال هؤلاء المشايخ ،و أستغرب أن يكون الانتقام من الحوثي بهذه الحماقة العجيبة .. حين يٌصر المنتقم على تحقيق أهداف وغايات خصمه غير مدرك لحقيقة الورطة التي صنعها لنفسه... وأنه تحول في انتقامه إلى جزرة تقود ظالمه إلى النصر والتمكين .