الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٠٦ مساءً
الجمعة ، ٣٠ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
على غرار نجل صالح ونجلي مبارك أو هادي ، هل سمعتم يوماً عن نجل بوتين أو نجلي مهاتير؟

هل يعاني الرؤساء والوزراء وكبار المسؤولين -غير العرب- مشكلات في الفحولة وتدني مستويات الخصوبة ، أم أن اجتلاب (النجل) وملحقاته ، إلى دائرة الضوء ومركز النفوذ ، فحولة سلطوية عربية ، ذات خصوبة ، ملكية أو جمهورية، استثنائية ، يستعيض بها زعماؤنا وجموع مسئولينا – بوقاحة - عن عجز انتمائهم الوطني ودائم هشاشتهم الأخلاقية؟

ما هذا البرلمان الذي (يتمتع) بعضويته حصرياً هذا الشيخ وأبناؤه ، وذاك العالم الرباني وبعض صيصانه ، وتلك الشخصية الوطنية ونجلها وحفيدها وأخوها من الرضاعة ، كما قال جيرانه؟

ما هذا الحوار الوطني (العائلي) ، الذي يتحاور فيه زوج وزوجته ، وأب وابنته ، وخال وابن عمته ، حوار على قاعدة (أنا وأخي على ابن عمي ، وأنا وابن عمي على الشعب الغريب)؟

ما هذا اللواء العسكري ، الذي يحيله قائده إلى ملحقية عائلية قبلية ، أو إقطاعية حزبية مذهبية ، بعد أن يصادر ولاء أشباه الأحياء من أفراده ، ومستحقات الأنفس الميتة لحسابه ، ليبقى (فندم) بلا خجل وبلا دم أو ندم..؟

أي وزير عدل هذا ، الذي يقوم بتعيين نجله مديراً ، وبقرار وزاري؟ أي وزير كهرباء هذا الذي يستثمر انقطاعها بخبث نجله (السنونو) ؟ أي وزير هذا ، الذي يمتلئ خسة ، ليعارض حكومة هو حقيبة فيها؟

ما إن يصدر قرار تعيين أحدهم في منصب رفيع ، حتى يستحضر معاليه (الأقربون أولى بالمعروف) فيجلب ، بعد الأنا ، كل نجل وإن نذل ، قرابته ومفردات حزبيته وأبناء عشيرته.. هذا مديراً عاماً لمكتبه ، وذاك مديراً لمدير مكتبه ، وذاك وكيلاً غير معلن على طريقته ، عدى عن طاقمه من سكرتاريته ، مرافقيه ومرتزقة خزانته.. وبعد أن يقضي دهراً يمارس رسمياً دعارة استغلال المنصب ، ويأخذه الله أخيراً إلى جوار جهنمه ، يصدر قرار جمهوري بتعيين (نجله) الصغير وزيراً أو نائباً أو حتى سفيراً ، خلفاً لأبيه المناضل الكبير..!

شيء من الخجل أيها السادة.. قصف الله أعماركم ، فلكل منكم نجله وللناس أنجالهم وأعينهم وألسنتهم وحاجاتهم ، وبينما يقفون في طابور البؤس ، صناعتكم ، يصبون عليكم لعناتهم لتطال ألقابكم وكل هراء مسمياتكم وأفعالكم.. وها أنتم تستنسخون صوراً عنكم ، وكأن العالم لا يكفيه ما كان من قبحكم أنتم..!