السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٤ صباحاً
الجمعة ، ٣٠ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
كما ترى اغلب سكان الحي غير موجودين، عدد من شباب الحي قد شد الرحال الى ابين وعمران ولم تكن يوما في حسبانهم وفقا لقناعاتهم ومعتقداتهم، الكفاءات المتعلمة تهاجر تباعا الى دول الجوار وبلدان اخرى بعد ان اصابها الاهمال والتهميش وتولدت في نفسها غصة تجاهك، اثرياء الحي هم بدورهم قد غادرونا مبكرا وانتقلوا للعيش مع واولادهم في عواصم العالم الاخرى ومن المستحيل تذكرك امام ما ينعمون به،


من جارت عليهم الاحداث غردوا خارج الحي ولم يعد لهم مكان بيننا او هكذا يظنون، واما من تبقى منهم فقد اغلق على نفسه الباب وفضل الصمت ولم يعد يشاركنا حتى في سلامنا الا ما ندر، من حصد وأُسندت اليهم المناصب تنكروا لماضيهم وانشغلوا بترتيب اوضاعهم الجديدة فلم يعد الحي لائقاً بهم ولا نعلم عن وجهتهم الاخيرة، النخبة المثقفة حتى من كانوا ينشغلون في مديحك سابقا كثير منهم غيَر قبلته وتوجهه وصرت خصما لهم ولذا لن تراهم اليوم بيننا،


الكثير من شرفاء الحي وهم من عامة الناس فضلوا الانسحاب من مشهد الخيارين بين الرضا بالتزلف والمديح اوالسخط بالكيد والذم وماكان منهم الا ان لزموا مساكنهم وسئموا دوام المشاركة، الجماهير الغفيرة لم يتخلوا يوما عن إحياء المناسبة الا ان ظروف المعيشة وقساوة الاحداث قد جارت عليهم وغيرت من اهتماماتهم، المعدمون من سكان الحي في تزايد يملؤن الارصفة وتقاطعات الشوارع وليس مناسبا حثهم الاحتفال بقدومك تقديرا لاوضاعهم ومعاناتهم،


الموظفون الاجانب من سكان الحي فروا الى بلدانهم بالرغم ان سفاراتهم ومطاراتهم مازالت عامرة بشباب الحي الذي ارتضى لنفسه ذلك، الساسة بعد ان فرقوا سكان الحي واختلفوا على كل شيء ثم اقتسموا كل شيء ولم يتفقوا الا على تحميلك مسؤولية ماجرى اصبح من المؤكد عدم تشريفهم لنا، اللامعون في الحي لم يقرروا حتى الان المشاركة من دونها وغالبا فان القرار ليس بايديهم وينتظرون نصه من خارج الحي وستكون المشاركة من عدمها مدفوعة الاجر مسبقا ولا اظنهم يحضرون،


الاحزاب العتيقة والناشئة الحاكمة فعلا للحي رأت ان التحدث عن قدومك لن يفيد مشروعها ولن يزيد في رصيدها المعلوم سلفا لدى الجميع، منظمات المجتمع الاخرى في الحي لن تكون حاضرة بيننا لعدم توافق برامجها وخطاباتها مع فلسفة وجودك بيننا، حكومة الحي لم تألوا جهدا بإقحام توجهها في ذكرى قدومك واكتفت بحفلات باهته متقطعة واغاني مسجلة مقطعة ولافتات كتبت عليها عبارات لا معنى لها اولم نفهمها ولا اظنها تزيد عن ذلك الا فيما قالت من ضمنها "عيد بأي حال عدت ياعيد".