الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٨ مساءً

ياحوثي للزيدية ربٌ يحميها

عبد الخالق عطشان
الاثنين ، ٠٢ يونيو ٢٠١٤ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
يوم أن قاد الإمام الحسين السبط عليه السلام الثورة ضد بني أميمة كماتذكر كتب التاريخ المعتمدة أنه لم يقم بها إلا لأنه أدرك أن بنو أمية جاروا وحافوا عن الأحق ونقضوا الإتفاق وبدأو بالتوريث ، وحين قام الإمام زيد بن علي عليه السلام بالثورة ضد حكم هشام بن عبد الملك لم يكن إلا لسياسات بني أميمة الرعناء ،وكلا الإمامين لم يُعلنا بأنهما يبحثان عن حق إلهي وجب عليهما القيام به بقدر ماساءهما مظالم بنو أميمة ويستشف من موقف الإمامين أنه لو ساس بنو أمية الدنيا بالدين ووفوا بالعهود ماقامت تلك الثورات عليهم..

لم يكن اللواء القشيبي هو هشام بن عبد الملك حتى يكون عبدالملك الحوثي هو زيد بن علي والذي من أول وهلة وهو ينادي ( بحقه الإلهي في الحكم وأنه من البطنين) ومالبث أن تخبط في مُبرراته لعدوانه فهو يحارب أمريكا في (ذيفان) وإسرائيل في ( عيال سريح) ثم يدعو لمناهضة الدولة والحكومة وينتقد إختلالاتها وهو لايعترف أصلا لا بالجمهورية ولا بسلُطاتها ومن الحمق المُتجذرماتدل عليها مطالبه(الحوثي) حين ينادي بتغيير (اللواء القشيبي والمحافظ دماج) وصعدة استقطعها من جسد الجمهورية ومحافظها مُعين بقرار إمامي بل أن أحد وكلائها ومن نعرفه شخصيا كان إماما لأحد مسجد صنعاء القديمة فجاءه التعيين من قبل سيد مران بينما محافظ عمران وقائدلواء 310 فهما معينان بقرارات جمهورية ، ومهما يكن فالحوثي ليس من أوكل الله إليه محاسبة الفاسدين أو تغييرهم مستخدما سياسة التهجير والتفجير.

قبل 27 عاما طلبتُ العلم لدى كبار علماء الهادوية الزيدية وأبرزهم العلامة حمود بن عباس المؤيد أحسن الله خاتمته في مسجد النهرين فكان مثالا للعالم التقي المُنفق على طلابه لا لشيء إلا مرضاة لوجه الله سبحانه ، اليوم وأنا أبحثُ عن أحد طلابي في الصف التاسع فبعد تحفظٍ يخبرني أخاه أنه في صعدة فقلت : مالذي يفعل ؟ فقال : توعية !!!! وحين البحث عن ماهية التوعية الحوثية ..اتضح أنها نهج فكري جعفري وتدريب قتالي اثنى عشري لقتال الأمريكيين والإسرائيليين وشرح موسع لمعنى الصرخة ومالذي تحمله من دلالات عظيمة للسير في ركب المسيرة القرآنية والذي تصدرها شهيدهم وسيدهم حسين والذي قال عنه أنصاره أن (استهدافه هو استهداف للقرآن ) وفاق بذلك مرتبة الأنبياء والأوصياء والأتقياء ..ورسول الله كان خُلقُه القرآن فحسب..

لم يدعِ العالمين الجليلين الزيدين حمود المؤيد والمنصور ومعهم القاضي العمراني والمؤيدي رغم منزلتهم العظيمة و كثرة محبيهم أنهم حماة الزيدية فاستباحوا الديار وتمردوا على الدولة وبغوا على سلطانها واستقدموا خبراء التفجير والتهجير من إيران ولقنوا طلاب العلم الصرخة الجوفاء لغرض الدفاع عن الزيدية وإنما تعاهدوا المذهب الزيدي بتواضعهم الجم وحلقات علمهم والتي تشع سماحة وبساطة ونورا وليس صراخا ولعنا وتحريضا.. وشتان بين هؤلاء العلماء والذين حفظوا المتون والأسانيد والمعاجم والتراجم وبين ساكن كهف مران والذي كانت الملازم هي غاية علمه وبها يريد حماية الزيدية..

لم تكن الزيدية في حاجة للإستقواء بإيران ومذهبها الجعفري الذي استقدمه الحوثي لحمايتها زورا وبهتانا فللزيدية رب يحميها عبر علمائها المعتدلين والمنصفين والذين كان لهم شرف ذلك وشهد لهم المكان والزمان بأهوليتهم للعلم والإجتهاد والتقوى والتسامح.، وماكان استقدام جعفرية إيران إلا لتلويث الزيدية وتشويهها وتنفير الناس منها وهذا ما أراده الحوثي والذي يتبع سنن الجعفرية شبرا بشبر وما بناء ضريح حسينهم إلا أنموذجا فنيا لذلك المذهب وقريبا ستظهر الطقوس الجعفرية على السطح وكل ذلك باسم الإمام زيد بن علي عليه السلام..وكبرا مقتا عند الله ماأحدثه الحوثي على الدين بشكل عام وعلى الزيدية بشكل خاص.