الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٣ مساءً

امرؤ القيس .. طلع دحباشي

عبدالله محوري
الاثنين ، ٠٩ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
ألف طريق مفروش بالبراهين الزائفة وأساليب التضليل البارعة التي يتبعها المناضلين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية في البلاد شمالا وجنوبا حول تعريف الهوية الجنوبية.

هل الشعب في الجنوب من أصول يمنيه؟ أو جنوبي عربي؟ أو اعجمي؟ وكأن الشعب في الجنوب يعيش في وطننا سحريا ما رأته عين, على ضفاف نهر الراين بين سويسرا وألمانيا في رخاء وامن وسلام وما تبقى أمامه سوى بعض المشاكل البسيطة مثل الهوية التي كانت مؤجله إلى ما بعد ترسيم الحدود بين اليمن والجنوب العربي , وبعد أن تم التوافق على حل جميع الخلافات بين الجانبين حان الوقت لفتح النقاش على مصراعيه لحل مشكلة الهوية الجنوبية . هل نحن من قوم مشايخ وسلاطين عام 1959م(أتحاد إمارات الجنوب العربي)؟أو أعجميُّون ؟أو وحدويون من قوم امرؤ القيس الدحباشي؟

شاعر العرب ولسانهم ابن دمون حاضرة مديرية دوعن ,حضرموت الذي قال :دمون أنا معشر يمانيون وأننا لأهلنا محبون. كما قال الراوي.

هذا النقاش البيزنطي بين المناضلين في هذه المرحلة التاريخية بالذات يجعل القارئ البسيط يتوه في مواضيع لا تغير حاضره ,ولا تحل مشاكله اليومية ولا تصنع له مستقبل يضمن له العيش في دوله يسودها العدل والمواطنة المتساوية , دولة يحكمها القانون والنظام تصون حقوق المواطن وتحفظ له كرامته.

لقد اصبح كل واحد في هذه البلاد يغني على ليلاه خارج السياق وبعيد عن هموم الناس ومشاكلهم اليومية , مثل محاربة الفقر والاختلالات الأمنية ,والانقطاع المتواصل للكهرباء و وتوفير الماء الصالح للشرب و حل مشكلة البطالة , لكن المناضلين مشغولين بأنفسهم.

كل شيء في هذا الكون متغير, لا شيء ثابت كل شيء قابل للوحدة والانفصال حتى البحار والمحيطات لا تستطيع أن تحتفظ بحدودها ونحن جزء لا يتجزأ من هذا الكون ,و تنطبق علينا قوانينه أيضا.

نحن في زمن الكذب والتضليل والتزييف وكل من تجّمع حوله مئات من الأنصار اعتقد انه اهم الشخصيات الخطيرة التي تستطيع أن تغير الحاضر والمستقبل وما عليه سوى وضع حجر الأساس لبناء عالمه الخاص به خارج الزمان والمكان الذي يعيشه الناس.

المشكلة نحن مجتمعات تجتّر الماضي على طريقة الإبل عندما يكون المرعى جدب تجتّر من كروشها بقايا الأعشاب قبل أن تخرج بعر ,والمعروف أن بعر الإبل ممتاز جدا في إشعال النار ويصبح جمرا يتلظى به ,ويستخدم في نقل جذوة النار من مكان لأخر.