الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٤ مساءً

دعوة عرس

خالد الصايدي
الأحد ، ٣٠ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ١٠:١٥ صباحاً
قبل أيام قلائل دعاني احد أصدقائي المقربين للحضور إلى منزله الواقع بالقرب من منطقة الأحداث والاشتباكات المسلحة ،وذلك لغرض ترتيب لعرسه الميمون،كل شيء يوحي أمامك بأنه من الصعوبة لإقامة مثل هذه الاحتفالات والذي تلتزم قاعات أعراس وزفة في الميدان وسط كمينات من القناصات والرصاصات الطائشة.

قلت ذلك لزميلي العريس ،ولكنه ادعى بان الأمر لا بد أن يكون،ومما زاد من خطورة ذلك أن القاعة التي حجزها تقع بالقرب تمام من منطقة صوفان،وهي المنطقة التي تشهد أكثر اشتباكا بين المسلحين والنظام.

بدا صدقي أكثر ثقة من أن يقام ذلك العرس ،كون هذا اليوم يوم لا ينسى في حياة الشاب ،والظريف في الأمر أننا وأثناء انهماكنا بكتابة الدعوات والمدعوين،نتفاجأ على صوت انفجار عنيف هز أركان منزلة ،فنهرع مسرعين وهاربين إلى الغرف المجاورة ،لنكتشف أن هناك قذيفة أصابت احد المنازل المجاورة،أصبنا بالرعب جراء الانفجار،ومع هذا لم نستسلم ولحقنا بعض الكلمات في نهاية الدعوات،يرجى إحضار البنادق والبوازيك لمن يرغب وحفاظا على سلامتكم.

والمريب حينما وزعنا تلك الدعوات ،اول ما تذهب عيني المدعو للعرس الموقع ،وعندئذ يقول ان شاء الله اذا قدرنا نحضر

وفي يوم العرس بدأت المغامرة،وبدأنا أكثر احترازا،لقربنا من موقع الاشتباكات ،كان الجميع يأخذ حيطته ،حتى أن البعض أبى الجلوس إلا بجانب بوابة الخروج استعداد لاي طارئ،اما البعض فقد علق "كيس القات في جنبيته ،والماء في جيبه،..ومما كان يزيد من الخوف هو مكبرات الأصوات التي كانت تطلق اصواتا كاصوات المدافع.....

انتهى العرس على خير وسلام وزف العريس لعروسته،بعد يوم حافل من الشد الذهني والعصبي والبدني..

والموضوع ان الافراح_عزيزي القارىء_هي الأخرى بلا لون ولا طعم ولا رائحة،في وسط هذه الظروف الصعبة التي صادرت منا كل شيء جميل ومفرح،ولكنها تخفف نوعا من تلك التخوفات التي تصيبنا بيت حين واخر ،ولكننا نظل نتفائل لعلى وعسى ا نياتي الخير وسط هذه الافرااح.