الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٢٤ صباحاً

سامية الأغبري ومحمد العشملي

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
(القوي فيكم ضعيف حتى أنتصف منه
-------------------------------------------
والضعيف فيكم قوي حتى آخذ الحق له)
-------------------------------------------
عبد الله بن أبي قحافة رضي الله عنه
-------------------------------------------


خصمان أمام القضاء .. المدعى عليه صديق الرئيس والمدعي بلا أصدقاء ؟ فهل الناس سواسية أما القانون كأسنان المشط أم أن من لا أصدقاء له مغامر غبي ومقامر جريء لأنه ليس لديه ما يخسره ؟ هل سيقول القضاء كلمة حق بمعزل عن العلاقات الشخصية ؟ أم أن القضاة أيضا لهم مصالح يحافظون عليها وآمال يخططون لها وخسائر يخافون منها ؟ هل يمكن للقاضي المختص بالقضية أن يتجرد من كل ما قد يعيق أمانته ويصدر حكمه بما يؤكد هيبة القانون أو يتخلى عن القضية إن مارس عليه أحد ما أي نوع من الضغوط ؟
إننا كلما ذكر القضاء تحسسنا الشوك في حلوقنا فهل من الممكن هذه المرة ان يكون القضاء بلسما كما هو الحال في غيره من بلاد الله ؟ أم أننا موقوفون لاجترار الألم وتجرع المرارات ؟
سامية بوجهها الصغير وابتسامتها البريئة وضعفها أمام مقاييس حمران العيون ؛ ومحمد العشملي بشواربه العسكرية وبدلته الميري وسياراته الجيش ومكانه الفسيح في المقايل المزدحمة .. هل يستطيع القضاء أن ينتصف لهذه من هذا وأن يسخر قوته للانتصاف لضعفها من قوته ؟ هل يقدر القاضي أن يقفل تلفونه في وجه أي سلطان يحاول أن يملي عليه ما يخالف إملاء سلطان الضمير ؟ رغم جراحنا العميقة ورغم تجاربنا الكثيرة (رغم الجراح ورغم التجارب) إلا أننا نأمل ذلك .. فلا يأس كما يقولون مع الحياة .