الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٦ صباحاً

الفوطة والجزار

عباس القاضي
الثلاثاء ، ١٧ يونيو ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
شن النظام السوري هجوما كيميائيا على الغوطة في 21 أغسطس 2013مـ راح ضحيتها المئات .

فانبرت بعض الأقلام البائعة دَينا قيمها وأخلاقها ودينها للدفاع عن الجزار بشار ،،، وذهبت كل مذهب في تفسير ما حدث ،،، وتحميل المعارضة المسئولية .

بعضهم اختصروا الطريق وقالوا الجيش الحر هو من قام بهذه الجريمة الشنيعة وانطلقوا من خلال هذا الاتهام بالتشنيع والسب والشتم للتكفيريين ،،، حتى عندما كانوا يُسألون : كيف ؟ والضحايا كلهم في مناطق المعارضة ،،، كانوا يردون : حتى يحملوا بشار وزر أفعالهم .

والبعض يعطي للعملية أبعادا إقليمية فيقولون : طائرات تركية شوهدت تحوم فوق هذه المنطقة ،،، أكيد أن تركيا هي من قامت بهذا العمل ،،، نكاية بنظام بشار .

أما البعض فيقول في نفسه قد هو على " الخرط " فيتنحنح ويجلس من متكئه ثم يقول : قطر ،،، إيه ،،، نعم قطر ،،، ما غيرها ،،، طائرات قطرية قامت من تل أبيب .!

ورغم إسراف النظام السوري في القتل ،،، إلا أن الأسلحة الكيميائية لها وقع على أذن الأمريكان وفي قلوبهم وكذلك الأوربيين ،،، ليس خوفا على بقية الشعب السوري ولكن خوفا على مدللتهم الجارة إسرائيل .

جاءت بدل اللجنة الواحدة لجان وأفسح النظام لها طريق ،،، حتى وصلوا إلى المعامل والمخازن ،،، وهنا افتضح الأمر وبطل العجب بعد معرفتهم السبب ،،، لكنهم اكتفوا بأن حملوا " الشوالات " المملوءة بالمادة الكيميائية،،، كاملة غير منقوصة مكافأة لنظام بشار لأنه لم يستخدمها ضد العدو المعلن له والذي بسببه حصل على التلميع القومي والممانعي ،،، ولكنه استخدمها ضد شعبه وهي خدمة مباشرة لإسرائيل وغير مباشرة للغرب ،،، باختصار : هذه المادة كلفت الشعب السوري الكثير ،،، فذاق منها ماذاق موتا واختناقا والبقية ذهبت لأمريكا .

كنت أتوقع من المدافعين عن النظام السوري بتحميل غيره جريرته ،،، أن يعتكفوا في المساجد وأن يصوموا الهجير من الأيام وأن يتقاطروا لأداء العمرة تكفيرا عن ذنوبهم ،،، لكنهم مايزالون يدافعون عن هذا الجزار ،،، بغيا بعلم ،،،، فما أصبرهم على النار .!