الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٤ صباحاً

تذمُر الإخوان من صلح عمران دراما ليس إلَّا

يحيى مقبل
الخميس ، ٢٦ يونيو ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
خطاب الإخوان الناقم على الصلح في عمران دراما لا اقل ولا اكثر ، و إلاَّ فهم بالمصالحة ووقف الحرب التي تسير لغير صالحهم سيقلصون خسارتهم الى حد بعيد ، الإخوان حجر الزاوية في الصلح المبرم والذي نتمنى صموده ولو الى ما بعد رمضان ، وما كان للمصالحة ان تتم بغير موافقة الاخوان ، أكثر من ذلك قد يكونون أكثر الاطراف الحاحا على وقف الحرب ليس اعلاء للسلام كقيمة وانما من باب تغليب المصلحة الذاتية للجماعة ، فالمعركة منذ بدئها تسير لصالح الحوثيين واذا ما استمرت الى نهايتها فستكون خسارة الاخوان وحلفائهم أكبر ، وقد ادركوا ذلك ، ولا اعتقد ان بمُكن الاخوان من خلال خطابهم الناقم على الاتفاقية ورعاتها إيهام الآخرين بمقدرتهم على كسب المعركة ،اللهم الا اذا كان هذا الآخر المقصود ايهامه بالقدرة على كسب الحرب اذا استمرت المعركة الى النهاية قواعدهم الشعبية ،فربما تنطلي عليهم هذه البكائية الخطابية النادمة على المصالحة ، لأن الافراد المنضوين تحت جلباب الجماعة يتخلون عن عقولهم الفردية طواعية لصالح العقل الجمعي للجماعة ، والذي يمثله أي (العقل الجمعي) المتربعين على قمة الهرم في حزب التجمع اليمني للإصلاح.

ليس هذا الخطاب الاتهامي التخويني بجديد على الاصلاح فلطالما مللنا سماعه اثناء وعقب المصالحات والاتفاقيات التي كانت تعقد بين الدولة والحوثيين ،وعقب كل تعثر كان يواجه الجيش في حروبه مع الحوثيين ، وعقب كل انتصار كان يحرزه انصار الله كانوا يكررون هذه السيمفونية دون ملل ،يتهمون : صالح يريد اضعاف الفرقة ، صالح يوقف الحرب كلما لاحت انتصارات الجيش ،كلما تضعضعت صفوف الحوثي تقف الحرب فجأة وبدون سابق انذار، ولا يتحرجون حتى من اتهام الجيش بافتقاره الى عقيدة قتالية .

قامت ما يسمى بالثورة –ضع عشرة خطوط تحت الثورة- ودخل انصار الله مدينة صعدة، السبب من وجهة نظر اخوانية كان استغلال الحوثيين الرخيص للثورة ، تمدد انصار الله في مناطق تعتبر حاضنة ثقافية لهم في كل من حجة وذمار وصنعاء واب و السبب في نظر الاخوان التآمر مع صالح واستغلال انشغال الشعب بالثورة ،

سقط وادي ال ابو جبارة ودماج لأن السعودية والجيش اليمني التابع للرئيس السابق تعاونوا وسلحوا وشاركوا في تلك المعركة ، سقطت حوث والخمري وخيوان لأن علي صالح والمشايخ المؤيدين له تآمروا مع الحوثيين على اولاد الشيخ .

عمران التي تسير المعركة فيها لصالح انصار الله حسب كل المراقبين، وعندما تم التوقيع على اتفاقية الصلح شن الاخوان هجوم كاسح في كل وسائلهم الاعلامية ضد وزير الدفاع وبعض رجال الدولة من رعاة الصلح واتهموهم بالحوثية وفي الحقيقة هم بالصلح سيخرجون باقل الخسائر الممكنة ،صحيح أن الصلح يحقق أغلب مطالب انصار الله من اخراج لواء القشيبي ومعالجة ملف قتلى المظاهرة السلمية بعد تغيير دماج بمحافظ لا يحسب على الاخوان، ولكن مع ذلك سيخرج الاخوان باقل الخسائر ، لأن المصالحة ستحفظ لهم ماء الوجه وتُبقي على وجودهم في المحافظة وإن بشكل ضعيف، لكنه افضل من اللاوجود ،بعد ان تبين ان استمرارية المعركة يعني هزيمة نكراء متيقنة لهم .

الاخوان يعلمون يقينا ان الصلح لصالحهم باعتبار ما ستؤول اليه صيرورة المواجهات ،وخطابهم الاتهامي التخويني الذرائعي النادم والبكائي ليس الا ردة فعل انهزامية ، وبمعنى آخر خطابهم النادم على المصالحة ليس إلا تغطية على هزيمة لم تذهب الى مدياتها البعيدة .

العجيب ان الاخوان لا يملون تكرار خطابهم الاتهامي ، فكل مسؤول حكومي كبير او صغير يتصرف بما لا يُرضي الاخوان ولا يصب في صالحهم لوحدهم ،يُتهم بالخيانة والتآمر مع العدو ، وحتى لو كان 90% من تصرفات احد مسؤولي الدولة يصب لصالحهم لا يسلم من اتهامهم وتخوينهم في العشرة الباقية ، فالرئيس الحالي عبد ربه والذي يتقصد ارضائهم ويتحاشى اغضابهم في امور وقرارات كثيرة يعلم انها مضرة بأمن واستقرار الوطن وانها لا تخدم البلد في شيء ، لكنه لا يَسلم من خطابهم الاتهامي ، فأحيانا يُعتبر حليفا للحوثيين واحيانا دمية بيد الرئيس السابق واحيانا العوبة بيد السعودية، رغم أنه في احيان كثيرة يتخذ مواقف سلبية مسيئة لعلاقاتنا بقوى اقليمية من اجل ان يُرضي الاخوان ، ويصمت أمام تصرفات وسياسات قوى اقليمية خطيرة على امن واستقرار بلدنا تحاشيا لنقمة الاخوان .