الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٢٦ مساءً

تعلموا أيها الأيطاليون من الإتحاد اليمني لكرة القدم!!

عبدالواسع السقاف
الجمعة ، ٢٧ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
لست من هواة أخبار الرياضة ولكني أتابع مباريات كأس العالم كل أربع سنوات لأني أشعر بمتعة وأنا أشاهد تلك الفرق العالمية المحترفة، وهي تلعب بإحتراف ومرونة عالية وتستحوذ على ألباب وأعصاب المشاهدين! وقد أندهشت عندما قدَّم مدرب المنتخب الإيطالي ورئيس أتحاد كرة القدم أستقالتهما بعد أن خرجت إيطاليا من مونديال البرازيل لخسارتها بهدف وحيد أمام منتخب الأرغواي! وقلت في نفسي لماذا يستقيل المدرب ورئيس الاتحاد لمجرد خسارة مبارة واحدة، ويحترمون جمهورهم، ولا يتعلمون من رئيس إتحاد كرة القدم اليمنية احمد العيسي الذي أوصل المنتخب اليمني إلى المرتب 186 على مستوى العالم وهو أسوء تصنيف منذ تم إختراع كرة القدم، ومع ذلك يفوز بدورة ثالثة لرئاسة الاتحاد حتى 2018م!

هذا الرجل الشامخ الذي لا يُهمه كل الخسائر التي مُني بها المنتخب الوطني اليمني في عهده المجيد، وأهمها خسارة أول مبارة في خليجي عشرين التي أستضافتها اليمن، بل وخروج المنتخب من الدور الأول، يستمر بتحقيق الآنجازات الكروية التي لم يسمع بها "بالتأكيد" رئيس الاتحاد الإيطالي وإلا لكانت ردة فعله مختلفة!! يستقيل المدرب ورئيس الاتحاد لخسارة مباراة واحدة، ومنتخب اليمن لم يُفرح جمهوره بفوز واحد منذ سنوات ولم يتجاوز حاجز النقطة الواحدة، هذه هي قمة التسيب والإستهتار!

لو كان العيسي هو رئيس إتحاد كرة القدم في إيطاليا لعزى الخسارة إلى المدرب تشيزاري برانديلي ذو الخبرة غير الكافية من وجهة نظره واللاعبين الذي خافوا من أجواء المونديال والأضواء المُسلطة عليهم وكذا عدم إستعدادهم الكافي بسبب الظروف الإقتصادية التي تمر بها إيطاليا، وحرب الدولة مع القاعدة في روما والبندقية، وإنقطاع البترول في ميلانو ونابولي وغيرها من الحُجج المقنعة التي تخوله في كل مرة أن يُعاد أنتخابه مرة تلو والأخرى، ولما فكر مُجرد التفكير حتى بالإعتذار للجمهور الايطالي الذي خرج يبكي حزناً وغضباً من ملعب أرينا داس دوناس!

منتخب فلسطين رغم ظروفه الصعبة المعروفة للجميع يُحقق إنجازات كروية ويفوز بكأس التحدي الآسيوي ويتأهل لكأس أمم آسيا 2015 بأستراليا! والفريق السوري رغم الحرب القائمة هناك يُحقق إنجازات وفريق العراق الشقيق أيضاً، أما في اليمن فقد أصبحنا نُغلق القناة الفضائية اليمنية عندما تبُث أي مبارة يُشارك فيها المنتخب الوطني لأن النتيجة معلومة سلفاً: فشل ذريع يفطر القلب، والفضل يعود لصانعي أمجاد المنتخب اليمني في إتحاد كرة القدم وعلى رأسهم الهَرَمْ الذي لا تهُزُّه هزيمة "العيسي الكبير"!! تعلموا منا أيها الأيطاليون المستهترون!!