الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٩ مساءً

لتجاوز المرحلة

خالد الصرابي
الاربعاء ، ٠٩ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
نحن لسنا مشجعين لمباراة كرة القدم حتى نبحث عن غالب ومغلوب في ظل صراعاتنا المنتزعة لكل امالنا وتطلعاتنا كوننا في الاساس ابناء وطن الخير والمحبة والسلام.. هذه هي اليمن بلدتنا الطيبة وتاريخنا العريق , فليس من المعقول ان يكون سفك دماء أبنائها هو مصدر سعادة لدى اخرين من نفس الجلدة كون الجميع لابد وان يتأثر ويعاني جراء تلك الاصطدامات الدامية والتي لن تتجاوز حدود نتائجها جملة من الخراب والدمار وتمزيق كيان الصف الواحد في ظروف نحن خلالها في امس الحاجة الى ذلك الاصطفاف المفعم بنكهة الروح الوطنية , وذلك ليتسنى لنا مواجهة كافة التحديات الراهنة والحائلة امام مسيرة البناء والنهضة التي تبذل قيادتنا الرشيدة في سبيلها جهودا ومساعي واسعة النطاق , ولعل من بشائر خيرها –موافقة جميع الاطراف على الهدنة ووقف القتال- حيث تم ذلك امام اللجنة الرئاسية المكلفة من قبل الرئيس هادي ..هذا القائد الانسان الذي لابد ان ندرك بان تلك الجهود المبذولة ليست من اجله شخصيا وان حرصه الشديد على نجاح العملية الانتقالية لم يهدف بها الى تامين مستقبله كون الحقيقة التي لمس الجميع مجرياتها الايجابية هي من تفصح عن نفسها والتي تقول لنا بكل وضوح وشفافية ان الوطن بهمومه وما يفتعل فيه من عوائق مصطنعة بات الحمل الملقى على عاتقه حيث تعامل مع ذلك الثقل كاب حنون مكنته سعة قلبه الكبير من احتواء الموقف تاكيدا بمدى ربانيته الوطنية . الامر الذي يتطلب منا عقب الشعور بحجم تلك المسؤولية المشاركة الفاعلة والوقوف الجاد الى جانب القيادة كلا من مكانه وفي مجال عمله حتى نتمكن من استكمال تلك الحلقة الوطنية التي وبكل تاكيد لن تتحقق الاشراقة المستقبلية المرجوة الا بها ومن خلالها ..لقد مر علينا ما يقارب الثلاث سنوات منذ المحطة التغييرية التي نشدتها كافة الجماهير اليمنية ولم نجن شيء من تلك الاعتراضات المفتعلة على طريق مسيرة البناء سوى ازهاق الارواح وتوسيع العمق في جروح الوطن..وحتما لن تستبدل تلك النتيجة في استمرار الاطراف سواء كانت المتصارعة او المؤججة للفوضى والتخريب . لكننا ومن خلال التغيير الكلي لذلك الاتجاه وحمل هموم القضية الوطنية وتوحيد الوجهة من المؤكد باننا سنصل مرحلة مغايرة تماما لما نمر بها ..مرحلة لن يتوارى نجاحها عن تحقيق كل الامال والتطلعات المنشودة.