السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٦ مساءً

شغب مغلوب على امره

عبدالكريم الأسطى
الخميس ، ١٠ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
صحيح تماما ان الواجب الوطني والأخلاقي يتطلب منا جميعا الوقوف بقوة في معركة جيشنا ضد قوى الارهاب بكل صنوفها وانواعها. وصحيح ايضا ان الانفعالات والعواطف لا تعيد لنا ماتعرض له القادة الامنيين والعسكريين الذين قتلوعلى يد الاجرام والخيانة في ساحة المعركة ، واعطوا بذلك صورة تجسد قيما اروع التضحيات المعروفة عن القوات المسلحة، وهي تجابه عدوا في ساحة حرب..

لكن:
هل من المعقول و بلدنا يمتلك ثروات متنوعه وطائلة وارضا واسعه وموقع ستراتيجي وشعب طيب
الاهل ان يبقى متخلفا فقيرا مشردا . وهل من المعقول ان يعيش نصف هذا الشعب تحت مستوى الفقر والنخب الحاكمه ترفل بالنعيم والرخاء.... وهل يعقل ان البعض ممن هم فى مواقع السلطه تمتلك العمارات فى الدول الاجنبيه وشباب اليمن يعزف عن الزواج لانه لايملك حتى شبرا من الارض ليبنى عليها دار؟...وهل من المعقول ان تبقى زمرة من اللصوص تمتص دم هذا الشعب وتسرق خيراته ونبقى ساكتين ؟... وهل من المعقول فى بلد بنيت فيه اعرق الحضارات وكان كعبة العلم والادب وارض الاديان يعيش فى الظلام وينخر به الظلم والطغيان والفوضى والارهاب .. وهل من المعقول فى بلد الشعر والادب ان يكون نصف الشعب امى الابجديه وغالبيته من الجهلاء ... وهل من المعقول نسمح لاصحاب الكروش البقاء فى السلطه ويحكموا باسم الشعب ويسرقوا قوت الفقراء باسم الفقراء ....اليس الاجدر بنا التساؤل لماذا تتقدم وتتطور شعوب العالم الاخرى واين هى نقاط الضعف والاخفاق... ثم كيف يمكننا تغيير هذا الوضع المزرى و ننتصر على قوى الجهل والظلام ونتحرر من التخلف والانغلاق... و متى سنبدء مرحلةالتغيير هذه والانتفاض على الواقع المر الذى نعيشه وبناء الانسان اولا و انطلاقة عجلة التطور والازدهار... نعم ان الحقيقه مره والواقع صعب حين نقارن بين اليمن. ودول أخرى قريبه جغرافيا او بعيده من حدوداليمن. والتى لا تتوفر ولا تمتلك مثل خيراته و قدراته وثرواته الطبيعية والانسانية,ان اليئس والخيبه والالم تقرئها فى عيون اطفال اليمن. قبل شيوخهم لهذا الواقع المر .ثم اين هى اسباب التخلف وهل موجودة بنا ام مفروضة علينا ....اعتقد ان اسباب التخلف موجوده بنا واولها _ هو تمسكنا بالماضي وبالسلوك الاجتماعى والعادات والتقاليد الباليه الخاطئه ...وثانيا_ رفضنا التغيروالاخذ بما اتت به الحضاره المدنيه من مفاهيم عصريه فى تنظيم طبيعة الحياة الحديثه.... وثالثا_ اننا لم نستطع بناء دولة المؤسسات والقانون ومجتمع مدنى وبقت العادات القبليه واسلوب الجاه والمحسوبيه والتطرف وظاهرة الفساد المالى والادارى صفه تلازم الانظمه المتعاقبه على حكم اليمن , ان من جعلنا بمثل هذا التأخرهو التمسك بثقافة التقوقع وعدم الاخذ بمستجدات العصر وتقليدالاجداد والسير على خطاهم رغم انهم عاشوا فى ظروف واحوال تختلف من كل النواحى والمفاهيم , ولربما وراء كل هذا وهو الاكيد سياسات الانظمه والاحزاب التى حكمت اليمن .التى تعمل على تجويع الشعب وافقاره وتامين مكاسب النخب الحاكمه دون الاهتمام باحوال الشعب والعمل على تطوير ونمو بلدنا وتقدمه.... لقد اعطت لنا الشعوب الحيه درسا ومنها الشعب الصينى واليابانى و الشعوب الاوروبيه التى هى خليط غير متجانس من الاعراق والاديان فمنهم المسيحى الكاثوليكي و البروتستانتى و اليهود فى كيفية تجاوز المحن , ان هذه الشعوب قد تجاوزت التاريخ الحافل بالحروب المدمره فيما بينهم وتوحدوا فى كل الوسائل للوصول الى غدا افضل...... بينما نجد ان بعض الرؤس العفنه من النخب السياسيه فى اليمن. يثيروا النعره الطائفيه والقوميه بين الاخوه والشعب الواحد ويعملوا على ترسيخ التفرقة والتناحر والتقاتل حتى يسهل عليهم السيطره على عوام الشعب والفقراء والسذج واستمرار العنف والفوضى والانفلات وضعف القانون ومؤسسات الدوله و سرقة المال العام.....ان البشريه تتقدم للامام ونحن نتراجع للوراء وأينما ذهبت تجد الخلافات تنخر جسد المجتمع اليمني...... فترى الشيعة يتقاتلون مع السنة والسنة مع الشيعة وقبل ذالك تقاتل الجيش مع بعضهم وجعلنا من بعضنا اعداء لنا واصبحنا أخطر من الفكر الصهيونى على وجودنا ووصل الامر ان يكفر بعضنا البعض . و أصبحت عملية التكفير من اسهل ما يكون و أصبح ينبري لها القاصي والداني وقتل الابرياء بدون ذنب وتيتيم الاطفال وترميل النساء وخلف حاله ووضع اجتماعى ستظهر اثاره المدمره فى السنوات القادمه على المجتمع اليمني....... وبعد هذا نتسائل ((هل من المعقول ومتى)) تبزغ شمس السعاده والرفاهيه والعداله والرحمه والانسانيه على ربوع بلدى الحبيب.
((((رحمة الله تغشاء شهيداليمن))))