الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٦ مساءً

هل تسقط اليمن بسقوط عمران ؟!

احلام القصاب
الخميس ، ١٠ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
توالت الاحداث بطرق تآمريه على اليمن وثورة شبابه في ربيع 2011م ويظهر للمتابع الغير منحاز لغير وطنه حقيقة الخطأ الذي وقع فيه اللقاء المشترك بالقبول بالتوقيع على اتفاقية انتقال السلطة متجاوزاً الثوار في الساحات ظناً منه انها (اتفاقية انتقال السلطة) ستؤدي إلى تحقيق فعلي وسلمي لانتقال للسلطة وتحقيق اهداف ثورة الشباب لكن تتابع الاحداث طيلة الثلاث سنوات التي تلت التوقيع على الاتفاقية المشؤمة اظهرت حقيقة الفخ الذي وقع فيه المشترك والثوار ..
فهل التوقيع على اتفاقية انتقال السلطة ادت لتسليم البلاد لمن سيدمرها لاحقاً لأنه لم يدرك المهمة التي اتى لتنفيذها وهي انتقال سلمي للسلطة وليس انتقال تدميري وتدرجي للجمهورية والوحدة ؟! حيث تركوا المهمة التي على اساسها تسلموا مقاليد الامور لنقل اليمن من الوضع البائس الذي وصلت إليه نتيجة سياسات النظام السابق ولم يستطيعوا تنفيذها وانغمسوا في سياسة المكايدات على حساب الوطن ومكتسباته..

فهل يعقل أن يذهب وزير دفاع ليصافح قاتل جنوده امام عدسات الكاميرات ولازالت دماء افراد قوات الجيش الذي هو وزيره تراق على الارض وتروي ترابه ؟! ..

وهل يعقل أن يغادر رئيس الدولة والمسؤول الاول عن امن اليمن وشعبه في الوقت الذي تشن فيه عصابات متمردة حرب ابادة وتدمير في عمران ؟! عصابات اعلنت برنامجها المعادي لليمن ونظامه الجمهوري ..

وهل الزيارة لجلب دعم اقتصادي (مثلما اُعلن عنه) وكأن شيئا لم يكن ولا وجود لحرب تدميرية في عمران هل هذا الدعم اهم بالنسبة للمواطن من امنه وسلامته وسلامة وطنه ونظامه الجمهوري ؟! ..

وكأن الاعلان عن الهِبة السعودية المادية والمشتقات النفطية اهم من دماء افراد القوات المسلحة والشعب اليمني ومكتسباته ! ..
وهل ما يحدث في عمران وقبله في صعدة يحافظ على النظام الجمهوري الذي قيل لنا انه خط احمر والذي قدم الشعب اليمني الكثير من اجله للانعتاق من حكم الاستعباد والتجهيل ليجد نفسه اليوم على مرمى حجر من السقوط في ظل حكم انتفض عليه قبل اكثر من خمسين عام وبمباركة ومساعدة وتخطيط من ؟! ..

ففي الوقت الذي تسعى القيادة لحل القضية الحقوقية الجنوبية بإقناع قيادات الحراك للانخراط في عملية بناء اليمن الجديد ليصبح (الجنوب) قريب من تحقيق اهداف الحراك بطريقة او بأخرى مثلما صرح به بعض قادة الحراك (النوبة العطاس) وهو ما لم يقله العطاس في لقاءه مع البعض من ابناء محافظة شبوة في العربية السعودية بالمقابل لا نرى في الجانب الآخر من الصورة الا الدفع بدعاة العودة إلى العصور الظلامية والتغاضي عن ما يصنعوه من تدمير واسقاط للمحافظات ومعه اسقاط للنظام الجمهوري والذي قد يندرج في اطار مخطط لفصل الجنوب على أن يبقى الشمال محاصر بحروب داخلية ولا يستطيع مجرد (التفكير) في الدفاع عن وحدة اليمن ..

لا نقول هذا لتخوين هذا الطرف او ذاك بل الايام ستكون الحكم بصواب ما نقوله من خطأه مثلما اثبتت صواب ما ذهبنا اليه بخطأ توقيع المشترك للاتفاقية الخليجية لانتقال السلطة لما فيها من ثغرات وقصور متجاوزين شباب الساحات ولكن يحق لنا كمواطنين نخشى على وطننا ومستقبل ابنائنا والنظام الجمهوري ووحدة اليمن اثارة التساؤلات لمعرفة حقيقة ما يجري ولفت الانتباه لمدى الخطورة التي وصلت إليها الامور في وطننا ..

وهل بعد كل الاحداث التي حدثت لازال البعض يحلم بدولة مدنية (اتحادية) تلبي تطلعات الشعب ؟! ..

قد يكون المشترك يعض اصابعه ندماً على توقيعه لاتفاقية انتقال السلطة وما ترتب عليها من اجراءات حيث لم يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ولربما يكون القادم اسوأ حيث سيتمنى البعض بل وسيقبل بانفصال الجنوب على اساس أن لا يُسلّم الشمال لدعاة الاستعباد الكهنوتي كأخف الضرر ..

على الثوار أن لا يتهاونوا ولا يداهنوا احداً ويقومون بتقييم حقيقي لما يحدث لمعرفة ماذا خسروا وماذا كسبوا وما الذي تحقق منذ التوقيع على اتفاقية الخليج لانتقال السلطة المشؤمة وماذا يتوقعون وينتظرون لتقديم المزيد ؟! .. حفظ الله اليمن وشعبه .