الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٢ مساءً

لهذا قبل الثوار بانضمام الحوثيين في صفوفهم

عبد الرحمن الحمراني
الخميس ، ١٠ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٥٤ مساءً



بعد الاحداث المؤلمة التي عصفت باليمن ، في محاولة لنفسف اركان العملية السياسية ، وظهور الحوثي كعاصفة مشتعلة التهمت الأخضر واليابس ، دون مراعاة لمفردات الانسانية واحترامها ، وبعد سقوط عمران تباينت بعض مواقف الكتاب ، فمنهم من حمل الاصلاح ككل وهو بهذا يتفق مع الحوثي الذي يصر الى هذه اللحضة بان الحرب التي يشنها لم تكن مع الدوله وانما مع الاصلاح ، لكن البعض ممن يحسبون انفسهم بانهم موضوعيين اكتفوا بالقول ان الاصلاحين كانوا مخطئين بادخالهم الحوثي الى ساحة التغيير في صنعاء كثوار ؛ إن هذا الكلام لا يحمل اي ذرة من العقلانية والرشد السياسي ، وأصبح لا ينطلي على كل ثائر حر عاش تفاصيل الثورة وقرأ وشاهد ما بعدها ، وذلك للاسباب التالية :
1- أنها كانت ثورة شبابية شعبية ولم تكن لحزب الاصلاح لوحدة ولم يكن متفردا أو مالكا لها .
2- رأت كثير من القوى السياسية انضمام الحوثي الى الثورة بادرة طيبة بتخليهم عن السلاح والتزامهم بالمشروع الثوري السلمي وبالتالي فتحت صدورها وقلوبها لهم .
3- لم يكن الوقت آنذاك يتحمل مزيدا من المناكفات والتحامل على الاخر بقدر ما هو مطلوب من الجميع اصطفاف شعبي وطني للوقوف ضد النظام السابق واسقاطه .
4ـ إن عدم قبول الحوثي في أن يكون شريكا في الثورة الشعبية يزيد من التصدعات في صفوف الثوار ، ويضعف الفعل الثوري ؛ ليس لان الحوثي قوة لا تكاد تقهر ؛ ولكن حتى لا تتباين المواقف والرؤى السياسية .
5ـ قد يكون من المحامد للثوار انهم قبلوا بالحوثيين في صفوفهم ، وذلك من الذكاء السياسي الغير مقصود ؛ لان ما بعد الثورة كشف ان الحوثيين لا يسعون للسلمية ولا يؤمنون بها ، كما أظهر انهم لا ايمان ولا عهود ولا مواثيق لهم ، وبالتالي قد يكون انضمامهم للثورة هو من اجل تبني مشروع الثورية حتى يتغنوا به ، والاهم من ذلك ـ في نظري ـ هو انهم لم يكونوا مصدقين بانهم سيكونوا من ضمن المقبولين في صفوف الثوار وبالتالي سيحدثوا حالة من الارباك والبلبلة في المشهد الثوري وهو ما تفاجأوا بعكسه ، وقد شهدت الساحة احداث كثيرة كان الحوثيون لهم مواقف سلبيه وما حادثة مسيرة الحياة ومحاولة جرها الى امام القصر الجمهوري واستشهاد عدد من الثورا ببعيد عن كل بصير .

6ـ ان كان الحوثيون يعتقدون ان لهم يد في المشاركة في الثورة ويتفاخرون بها ، فإن ما بعد الثورة قد كشفت سوأتهم بانهم لا سلمية لهم ولا وطنية ، ولا يؤمنون بالنهج الديمقراطي ، وهذا واضح من خلال مشروعهم الامامي والحق الالاهي المزعوم ، ورفضهم الانخراط في العمل السياسي من خلال تكوين حزب يمثلهم وتركهم العنف والتخلي عن اسلحتهم والخضوع للدولة .