الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٩ صباحاً

2011 بأثر رجعي

عبدالعزيز الهياجم
الجمعة ، ١١ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٢٣ مساءً
التطورات التي شهدتها مواجهات عمران الدامية خلال الأسابيع القليلة الماضية والمتغيرات الجديدة التي أفرزتها تلك الجبهة خلال الأيام القليلة الماضية كشفت عن معركة كسر عظم بين حلفاء الأمس البعيد وخصوم الأمس القريب تأجلت من العام 2011م أو لنقل إنها معركة 2011م بأثر رجعي.

ظللنا نردد أسطوانة«الحكمة اليمانية» التي قلنا إنها حضرت أثناء ربيع العام 2011 فكان أن تجنبنا الوقوع في حرب أهلية وقع فيها أشقاء سواء في سوريا أو غيرها, وقلنا إن التسوية السياسية والاحتكام للمبادرة الخليجية جاء نتيجة حرص من الأطراف المعنية على تجنيب اليمن دفع فاتورة باهظة لصراع الأضداد.

نظرياً نجحنا بامتياز في إحداث مرحلة انتقالية تحت مظلة مبادرة إقليمية وقرارات دولية لم تسبح ضدها الأطراف أو الأضداد اليمنية, وأيضاً إحداث تغييرات كبيرة عبر قرارات رئاسية انحنت لها مراكز القوى والنفوذ, لكن عملياً برزت الكثير من العقبات والعراقيل التي تُزرع من وراء حجاب وتُقيّد ضد مجهول أو مجهولين.

وعلى جبهة عمران والمناطق المجاورة لها تجسدت أوضح صور معركة تصفية الحسابات بين خصومٍ جميعهم ارتكب ويرتكب أخطاء بحق هذا الوطن والشعب منذ أن كانوا حلفاء وصنعوا نفوذاً كبيراً وثروات طائلة من أملاك وثروات هذا الشعب إلى أن أصبحوا أعداء وتحولوا إلى تصفية حساباتهم عبر ذلك النفوذ وبتلك الثروات التي يبددونها في تدمير هذا الوطن وتأزيم أوضاع الشعب.

وطبعاً في هذه الأحداث ليس هناك منتصر، لأن البلد خاسر, ولكن إذا جاز لي القول: إن هناك طرفاً مستفيداً، فهو بطبيعة الحال جماعة الحوثي المتمردة والخارجة عن النظام والقانون التي ربحت أولاً من ارباكات ربيع أو أزمة العام 2011 فرتبت أوضاعها بداية في معقلها الرئيس « محافظة صعدة» بتنصيب محافظ وتعيين مسئولي المكاتب التنفيذية والمحلية وتطهير المحافظة بالكامل من كل الخصوم.

ولاحقاً استفادت في عمران من تراكمات عقود من المظالم والانتهاكات التي كان يتلقاها الرعايا ولا يستطيعون الرد عليها كما استفادت من الرغبة لدى أطراف خاسرة من أحداث 2011 في الانتقام من أطراف رابحة من تلك الأزمة وهي جميعها أطراف حزبية وقبلية ودينية اكتوينا بنارها على امتداد الوطن, وبالتالي ربحت جماعة الحوثي المتمردة وتمددت وحققت مكاسب فئوية وطائفية مقيتة.

وطالما أن المتمردين الحوثيين يتمددون كجماعة مسلحة خارجة عن النظام والقانون فإن مخاوفنا تزداد من رغبته الجامحة في الانتقام من كل من ينتقد عنصريتهم وطائفيتهم وشعورهم بأنهم وحدهم من تباركه السماء وأنهم « فوق فوق فوق ..وهذا الشعب كله تحت تحت تحت» وأن الوضع ينبغي أن يترتب على معادلة جديدة تنطلق من كونهم سادة وكوننا عبيد.

لن نشعر بالأمان والطمأنينة تجاههم إلا حين يتحولون إلى حركة سياسية وحين يسلمون سلاحهم بالتزامن مع تسليم الأطراف والميليشيات الأخرى لسلاحها.