السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٨ مساءً

هل كان محسن سيبكي اذا مازال صالح يحكم؟

عاصم السادة
الاثنين ، ١٤ يوليو ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
كانت تعتقد القوى التقليدية والعسكرية وكذا السياسية الدينية المنظمة لثورة الشباب السلمية عام 2011م بمجرد التخلص من النظام السابق المتمثل بالرئيس علي عبد الله صالح ان الامور ستتبدل الى صالحها وستترتب اوراق لعبتها السياسية والبرجماتية وستعود الاوضاع الى مجاريها وسيظلون هم المتحكمون من خلف الستار في شؤون الحكم لكن الحظ لم يحالفها وحساباتها لم تدرس بدقه وكانت خاطئة ولعل ما يتلقونه اليوم من صدمات وضربات موجعه من شريك لهم في ساحة الثورة دليل قاطع على غباء المفكر والمنظر لتلك القوى التي اغترت بانها صانعة التغيير في اليمن .!
لقد كان حامي الثورة العسكري وقائدها القبلي ومفتيها الديني ومنظرها السياسي وشبابها الثائرين المتحزبين المتعصبين يوهمون الناس بان اليمن ستنتقل بعد الثورة الى مرحلة جديدة تشبه الى حد قريب دولة تركيا بنهوضها التنموي وازدهارها التكنوقراطي حتى ان عامة الناس من حسن نوياها صدقوا تلك "الطوبيات" التي سخر منها رئيس وزراء ماليزيا الاسبق مهاتير محمد لأنها لم تأت من نخبة شبابية مستنيرة مثقفة مدنية مؤمنة بحب الوطن ولديها مشروع وطني وانما من ثلة رجعيون لا يؤمنون الا بذواتهم وهم مجربون خلال حكم "صالح" الذي ظل يظللهم بمظلته سنوات ويركبهم في "تاكسي الفساد"..!!
مرت ثلاث سنوات واليمنيين ينتظرون تلك الوعود تترجم على الواقع واذا بها تنعكس سلباً فلم يروا سوى دماراً وخراباً ودماء وايتاماً وارامل وبكاء وعزاء وكراهية واقصاء وتهميش واحقاد تتوالد وتفتيت للنسيج الاجتماعي ..وهلم جرا من مأسي وجراح لا نهاية لها ومازال مخرجو هذا المسلسل التراجيدي "المكسيكي" مستمرون في انتاج ما لا يحمد عقباه..!
حينما جاءت المبادرة الخليجية قلنا بدأت تنفرج الاوضاع وتم ما تم من تنفيذ بنودها والتغاضي عن بعضها حتى وصلنا الى مرحلة مؤتمر الحوار الوطني وكانت اعصابنا مشدودة وبالكاد توافق الخصوم على وثيقة مخرجات الحوار لكنها لم تجد حاملاً قوياً لتنفيذها بالإضافة الى ان ثمة قوى غير مقتنعة بما تم الاتفاق عليه فكان خيار الحرب هو المناسب لها للهروب من وثيقة مخرجات الحوار الوطني مستغلة ضعف اجهزة الدولة لاسيما المؤسسة العسكرية التي انهكتها المحسوبية الدينية والسياسية والقبلية..!
اليوم قوى الثورة الشبابية تتناطح في عمران وهمدان وغيرها من المناطق تحت عباءة سياسية وليست طائفية كما يعتقد البعض وراء حب السيطرة والتمدد والبلوغ نحو السلطة غير مكترثة بقرارات مجلس الامن القاضية بفرض عقوبات ضد معرقلي التسوية السياسية اذ وضعت اليمن تحت البند السابع نتيجة هؤلاء المتصارعين ورغم ذلك لم يكن من ذلك شيء سوى فزاعة لا كثر والا اقل..!
وبالتالي فان الواقع لا يحتاج الى توضيح اكثر مما يجري في شمال اليمن من حروب طاحنة بين اطراف الثورة فما يحدث ليس الا دفع فاتورة ما مضى.
ان ما وصلت اليه الجماعات المسلحة (الاصلاحيين والحوثيين) في محافظة عمران وسيطرة جماعة الحوثي عليها وكذا اللواء 310 ومقتل قائده اللواء حميد القشيبي يكشف لكافة اليمنيين مدى عبثية طرفي الصراع بمكتسبات الوطن وعدم احترامهما للنظام والقانون.. وبالتالي فان اقحام الجيش في معارك محسوبة لطرف ضد الاخر رغم التوجيهات الرئاسية ببقائه محايداً تابعاً للدولة وخاضعاً لأوامرها يدلل ان هيكلة الجيش كانت انتقائية ولم تتم وفقاً للمبادرة الخليجية.. وهنا لابد لقائد القوات المسلحة ان يطهر المؤسسة العسكرية من الميلشيات ذات الولاءات الشخصية التي بلا شك تضعفها وتجعلها سهلة الاختراق والنيل منها.. ولعل ما يحدث للضباط والجنود في محافظة حضرموت وغيرها من استهداف واغتيالات من قبل عناصر الارهاب خير مثال لذلك..!
ان مزيد من الرهان والمقامرة في توسيع دائرة الحرب بعد سقوط عمران الى الجوف او حجة او العاصمة صنعاء او غيرها ليس في صالح طرفي الصراع (الاصلاح والحوثيين) فكلاهما سيقع في مصيدة الاخر ولن يكون في نهاية المعركة بطلاً .
وفي الاخير لدي سؤال : هل كانت منازل الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر ستهدم في حاشد واولاده يهجرون منها وعيون الجنرال محسن ستدمع والحوثيين سيصلون عمران اذا مازال صالح يحكم..؟