الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٢ مساءً

قصة الإنترنت اليمني

أحمد غراب
الجمعة ، ١٨ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٠٢ مساءً
ما الذي أصاب الإنترنت اليمني لكي ينام "نومة أهل الكهف"؟
وقفت أمام جهاز الكمبيوتر كاليتيم منتظراً خط الإنترنت يتحرك! غنيت له :"تاته.. تاته، سبقتك الجرادة"، "هيّه، هوّه"، رميت له جيهان الله! ..حياك وحيا أبوك يا ويب يابن الويب" .. ما فيش فائدة!
ليش ما تعملوا وايتات للإنترنت لإنقاذنا في حال تأخر الإنترنت حق المشروع؟!
يخوض سباقاً أزلياً مع السلاحف، ويجعل من العالم قربة صغيرة لا أقول قرية صغيرة, ويهتم بالكم (الدخل) فقط، ولا اهتمام بالكيف (الخدمة)، أما نقاط النت فحدّث ولا حرج مثل البطيخ قرعاء، حمراء، أنت وحظك.
الصفحة مغلقة من قبل المحكمة و قد تتعرض للإجهاض يرجى إعادة التحميل.
ماذا احدث عن النت اليمني يا أبتي؟
صفحات عاجزة عن التنزيل، وفواتير غير قابلة للتأجيل ولو تأخرت عن التسديد دقيقة واحدة يصادرون عليك جميع رصيدك، ولو انقطعت الخدمة من جانبهم لأيام لا يكلفون أنفسهم بأي التزام.
إن كان مفجوعاً شلينا له قطر الحديد!
وإن كان محسوداً المبخرة موجودة، والعودة ننزل فيها مناقصة!
وإن كان يعاني من شلل الأطفال ندشن له جرعة تحصين!
وإن كان شغالاً بالدهفة.. قولوا لنا واحنا ننزل ندهف!
أنا الذي اشتركت في خط الدي إس إل وقالوا لي معك خط فضي قاطع مقطوع، وأدركت فعلا أنني اشتركت في إنترنت "قاطع"! "مقطوع"! ، إنترنت "إن لم تقطعه قطعك"!
كيف تحول الإنترنت الذي يجري بسرعة الفهد في العالم والأرنب في الدول العربية إلى سلحفاة في اليمن؟!
ذهبي، فضي، نفس السرعة، تعددت الباقات والسلحفاة واحدة.
الإنترنت بطيء والكهرباء ضعيفة، اتلمّ المتعوس على خيبة الرجاء.
كل شوية يصيح النت في الكمبيوتر "انزل ادهف".
لا يوجد أي تدوير وظيفي لكوادرها، نفس الوجوه تترقى وتتبادل المناصب.
إذا أنت تشتي تسمع أغنية لأم كلثوم "أروح لمين"، تفتحها وتروح الصين وترجع والأغنية ما خلصت.
تدمير معنويات الموظفين وحرمانهم من الترقية والحوافز.
كنت أظن أن سرعة خمسمائة واثني عشر توازي سرعة البيجوت كأدنى حد.. لم أكن أعلم أنها السرعة التي تقاس بها حركة فم السلحفاة عندما تتثاءب.
ألا يكفي أن أغلى إنترنت في العالم هو الإنترنت اليمني وفوق هذا بطيء؟! يعني لا أنترت ولا سلمت فلوسك!
تتصل بالجهات المختصة يجاوبك واحد ويحولك لواحد ثاني.. وتسمع عبارة واحدة مافيش غيرها تقال لكل من اتصل يشكو من ضعف الخط : "كم رقمك؟ سأحدث لك الخط وأنت أعد التشغيل!"..
تعيد التشغيل فترى الخط وقد ازداد سوءاً عن ذي قبل!
باختصار الجهات المسؤولة تسعى إلى رفع المشتركين الى ملايين وهم عاجزون عن تغطية حارة بخدمة إنترنت مقبولة لا أقول جيدة.
سامحني يا رب لأنني كنت أحمق عندما صدقت أننا تطورنا تكنولوجيا.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين