الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١١ مساءً

صخر ومحافظة الحديدة

محمد النظاري
السبت ، ١٩ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
لم يمر بعد أكثر من شهر على تعيين صخر الوجيه محافظا للحديدة، حتى بدأ البعض يشن حملات تحريضية عليه.. لا ادافع عن الرجل بقدر انني لا استطيع ان ادينه بشيء في فترة وجيزة، لا تتعدى بضعة أسابيع، في محافظة شهدت تراجعا كبيرا على مدى السنوات التي لم يفعل فيها اكرم عطية ما يستطيع ان يذكر به.

ما استغربه ان ابرز المهاجمين بشراسة على المحافظ الجديد، هو على الطبيشي مدير مكتب المحافظ السابق، والأغرب ان المذكور يحرض الجماهير على الخروج في الشارع ضد صخر الوجيه، لا لشيء إلا لأنه اكتشف ان ذلك المدير يستولي على اموال كثيرة من صندوق النظافة بدون وجه حق، الال انه كان المحافظ الفعلي للحديدة، في ظل غياب تام للشخصية الادارية من قبل المهندس عطية.

يتحدث عن تهميش صخر للكوادر التهامية وتناسى انه بنفسه كان يغلق باب مكتب المحافظ امام المساكين من ابناء تهامة، ولا يدخل عليه إلا مشائخها وتجارها وأبناء الوجاهات والمقربين منه فقط،.. لقد شاهدت بأم عيني كيف يدوس على مساكين تهامة، واليوم يؤدي دور البطل المتحدث عن همومهم، في صورة تعبر عن الذي لا يستحي يعمل ما يشتهي. أما الحراك الذي يعزف على وتره الطبيشي، فلم يجد له اي دعم، رغم انه يتحدث عن قضايا مهة في تهامة.
يحرض المدير السابق الناس على التظاهر والخروج في مسيرات بسبب الكهرباء، ونسي انه والمحافظ السابق لم يفعل شيئا في هذا الملف، بل كان الحال أسوء، حينما كان يستلم ذلك الشخص من صندوق النظافة ما يفوق اكثر من 40 عاملا يعملون في الشمس وبين الاوساخ، فيما هو في الراحة والنعيم.

فعلا نحن مع ان يكون المحافظ الجديد متوازنا في قراراته بعدم اقصاء الا من يستحق الاقصاء اذا اتضح انه تسلق على اكتاف الكفاءات، كما ان عليه ان يخضع الوظيفة العامة لمبدأ الافضلية في القدرات الادارية، بحيث يكون الاولوية لأبناء المنطقة في حالة تساووا مع ابناء المناطق الاخرى في الخبرات، فهم ادرى باحتياجات المحافظة.

لست مع تحزيب ما يجري في الحديدة، فالمحافظ السابق مؤتمري، ولكن ماذا فعل للمحافظة؟؟ لم يعمل لها شيئ سوى تعيين حاجب بدرجة مدير عام وهو منتدب من التربية، حجب عنه كل الحقائق وجعله يعيش وهما ليس موجودا إلا في مخيلته ومن صنيعة مدير مكتبه فقط.

اتمنى ان يكون المحافظ صخر عند مستوى ما يرجوه سكان الحديدة، ويكفيه انه جاء على كم كبير من المساوئ والاختلالات، ستجعل اي عمل جيد يمجده ابناء المحافظة، بعد نسوا ان محافظتهم كان بها محافظا في السنتين الماضيتين.

وحتى يقترب اكثر من السكان عليه التنقل بين الازقة والشوارع، بعكس سلفه الذي لم تعرفه الشوارع ، فما بالنا بالسكان.. وعليه ان يقترب من الناس، وان يبتعد عن تصنيفهم الا بعد تجربتهم، فما يسعى له البعض اليوم، هو تأجيج الوضع اكثر في محافظة عاشت تهميشا جعلها تغلي وهي على وضع الانفراج في اي وقت.. للمحافظ صخر، سكان تهامة مسالمون وطيبون وينتظرون الفرج بقدومك، لا لأنك المنقذ، ولكن لأنهم شاهدو السوء في العامين الماضيين.