الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٨ مساءً

لا تُعيدوا إنتاج مراكز القوى ..

عبدالعزيز الهياجم
الأحد ، ٢٠ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٠٥:١٩ صباحاً
عندما يُتاح لك أن تنظر إلى الوضع في البلد بنظارة غير حزبية ولا طائفية ولا مناطقية ولا مذهبية ولا سلالية يتبين لك حجم الأنانية التي لدى كل من له انتماء يسبق انتماء اليمن وله مصلحة أكبر وأهم من مصلحة اليمن .

فالحزبيون والسياسيون رغم ضخامة الشعارات والمبادئ التي يتغنون بها وبما تحمله من مضامين حرية ونهوض وارتقاء ورخاء , إلا أن الوقائع على الأرض كشفت لنا وما زالت تكشف المزيد من زيف تلك الإدعاءات وأن الأمر لا يعدو عن كونه متاجرة بأحلام وتطلعات البسطاء .

تابعت خلال الأيام القليلة الماضية كما تابع غيري تصريحات لقيادات إصلاحية بارزة تطالب بإحياء التحالف مع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح . وفي هذا السياق قال رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح زيد الشامي في منشور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك «استمرار الحديث عن الرئيس السابق صالح وتحميله أسباب كل ما يحدث اليوم، وانشغال وسائل الإعلام بذلك يحتاج إلى تقويم وإعادة نظر».

تلك المطالبات هي بمثابة رد فعل على ما فعله الحوثيون في عمران و لإغاضة أطراف أخرى , وإذا ما أبدينا دهشتنا من هكذا توجه للتحالف من جانب تيار إسلامي تصدر مشهد الاحتجاجات المطالبة برحيل صالح وظل يصفه ب« الرئيس المخلوع» وليس السابق بل ويعتبره الشيطان الأكبر ,, فسيقولون لك « هذه سياسة والسياسة ليس فيها عدو دائم ولا صديق دائم ».

طيب ! ..إذا كانت المسألة كلها سياسة في سياسة فلا تظلوا ترفعوا لنا بيد « بندقية الدين» وباليد الأخرى « غصن السياسة » .. إما سياسة على طول الخط مثل كل الأحزاب التي تشتغل سياسة وإما دين في كل وقت مثل كل التيارات التي تقول إنها دينية الأقوال والأفعال .

في 2011 ملأتم مسامعنا بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية لتحويلنا من مناصرين للرئيس السابق وحزبه إلى أنصار للثورة وللتغيير وفعلتم المستحيل حتى نجدد إيماننا ونكفر بالطاغوت المستبد الذي جثم على البلاد والعباد لأكثر من ثلاثة عقود , واليوم تريدون إقناعنا بأن « استمرار الحديث عن الرئيس السابق صالح وتحميله أسباب كل ما يحدث اليوم، وانشغال وسائل الإعلام بذلك يحتاج إلى تقويم وإعادة نظر».

ماذا نفهم من ذلك ؟ ..نفهم أن العودة إلى الرئيس السابق يعني أن لدى هذا الطرف استياء من الحكومة الحالية ليس غيرة على الوطن ولكن غيرة على مصالح أنانية وحزبية خاصة.

هناك شعور لدى الناس بأن الرئيس الحالي يعمل على تفكيك مراكز قوى مستفيدا من أحداث ومواجهات يعرفها الجميع ,,وبالتالي فإن أي رفض لتوجهات القيادة السياسية من أجل تفكيك مراكز القوى ,,يعني أن هذا الطرف أو ذاك يرفض التغيير المنشود والتطلعات الشعبية إلى يمن تحكمه سيادة دولة وسيادة نظام وقانون وليس مراكز قوى.

وأي مسعى لطرف يريد أن يتحالف مع من كان يقول عنه إنه « الشيطان» فمعنى ذلك أن هذا الطرف يرمي عرض الحائط بكل تلك الشعارات التي للأسف أنها دينية , ويريد إعادة إحياء تحالفات قديمة وإعادة تقوية مراكز قوى ظلت تهيمن وتتقاسم وتسلب الوطن خيراته ومقدراته وتسلب المواطن كرامته ومعيشته الكريمة.