الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٦ مساءً

غزة ليست عمران

علي العقيلي
الاربعاء ، ٢٣ يوليو ٢٠١٤ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
في غضون العدوانين المتزامنين على غزة المحاصرة منذ سنوات، وعمران التي سقطت وقد كانت محاصرة منذ أشهر، كان غالبية الناس يراهن على عدم سقوط عمران بيد مليشيا الحوثي، لما يسمع في الإعلام عن تحركات الجيش اليمني لمساندة الجيش المحاصر بعمران .

كان البعض يخشى على سقوط غزة أكثر من خشيته على سقوط عمران لما يرى من قوة عسكرية برية وبحرية وجوية تحشدها إسرائيل لاجتياح غزة، وقد كان واثق على عدم سقوط عمران بيد مليشيا الحوثي، كون مليشيا الحوثي لا تمتلك الترسانة العسكرية التي تمتلكها إسرائيل .

ولكن غزة ليست عمران بغض النظر عن ترسانة العدو المهاجم، فغزة بها رجال كان أمثالهم قليل بعمران .. غزة أهلها كانوا مع الله فكان الله معهم .. غزة لم تركن إلى السلطة كما ركنت عمران إلى جيش السلطة الذي خان واجبه العسكري وتخلى عن حماية مواطنيه وأرضه، بل خان قياداته العسكرية في عمران وجنوده وخذلهم .. غزة لم تركن إلى المشائخ المرتزقة .. غزة لم تركن إلى المجتمع الدولي .. غزة لم تركن إلى السعودية أو دول الجوار .. غزة لم تركن إلى الأحزاب المتنافسة .

شعب فلسطين ليس الشعب اليمني .. وأهل غزة ليسوا أهل عمران .. وحماس ليست الإصلاح .. وإعلام حماس ليس إعلام الإصلاح لهذا انتصرت غزة وسقطت عمران .
اليوم أصبحنا على ثقة بأن غزة ستُصدّر النصر للعالم وستحرر الشعوب العربية المنبطحة من أيدي الجهلة السفهاء القابضين عليها، وستطهر الأوطان العربية من شراذم الشر الخبيثة وأذيالهم من منافقي السياسة والأحزاب القذرة المتحالفة مع تلك العصابات الإجرامية من جماعات ومليشيات مسلحة ومن عسكر مستبدون دأبوا على تخريب الأوطان وتدمير الدول وتجهيل الإنسان .

المرحلة التي يمر بها ثوار اليمن ومصر وليبيا وتونس قد مرّ بها ثوار فلسطين قبل أكثر من 20 عام، وبهذا فنحن متأخرون على حماس بعقدين من الزمن، وقد سبقت حماس قوى التحرير وأنصار الحرية في المنطقة العربية أجمع إلى الحرية .

انتصرت غزة وستنتصر لكل الشعوب العربية التي خذلتها وتخذلها اليوم بصمتها وجمودها تجاه العدوان الصهيوني ولم يتحرك الشارع العربي في مصر أو السعودية أو اليمن يتضامن مع غزة ويندد بالعدوان الصهيوني عليها، كما خرج الشارع تضامناً مع غزة في بريطانيا وماليزيا وغيرهما من دول الشرق والغرب .