الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٠ صباحاً

قادة العرب .... ستحل عليهم لعنات أطفال غزة

عبده سعيد الصمدي
الجمعة ، ٠٨ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
من جديد يعود العدوان الصهيوني على قطاع غزة الفلسطينية، وتسقط معه الأقنعة وتظهر سوءات القادة العرب من خلال مواقفهم المخزية تجاه هذا العدوان الغاشم الذي قتل الأطفال ودمر كل شيء يصلح للحياة في غزة. فكل القادة العرب يدعمون هذا العدوان وهذه الجرائم أو قل معظمهم فمنهم من يدعمه من تحت الطاولة وذلك من خلال الصمت المخزي ومنهم من يدعم هذا العدوان علناً ويسخر له القنوات الفضائية والصحف والموقع الإلكترونية والتي تعمل على تشويه صورة المقاومة الفلسطينية وتحسين صورة العدوان الصهيوني على غزة. تلك هي مواقف القادة والحكام العرب وبدون خجل ولا حياء من من شعوبهم التي تقف في صف المقاومة وتعيش آلام أبناء غزة ومعاناتهم، هذه الشعوب التي ظلت طوال سنين الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة وكل الأرض المحتلة ظلت هي الحاضنة لمقاومته الباسلة. وهنا تتضح لنا الفجوة الكبيرة بين مواقف الشعوب الداعمة للشعب الفلسطيني ومواقف قادتها وحكامها المساندة للعدوان عليه سواءً بالصمت أو بالدعم العلني والذي يختلف تماماً مع مواقف الشعوب العربية التي جعلت القضية الفلسطينية هي قضيتها الأولى، هذه المواقف المتباينة إزاء هذا العدوان تذكرنا بالعدوان الإسرائيلي السابق على غزة والذي كان في ديسمبر 2008م والذي قدم فيه الشعب الفلسطيني أكثر من 1285 شهيداً و4850 جريحاً ، فقد كان للقادة والحكام العرب نفس المواقف المخزية الجبانة التي لا تتوائم مع مواقف شعوبهم المتلاحمة مع المقاومة الفلسطينية ، وهذا التباين في المواقف خلق كرهاً وغضباً شعبياً ضد الأنظمة والحكام العرب وأصبح أول الأسباب التي فجرت ثورات الربيع العربي في 2011م التي اقتلعت هؤلاء الحكام من عروشهم وشاهدنا كيف حلت عليهم لعنات أطفال غزة الذين قُتلوا في الحرب أو سُجنوا أو فروا خائفين من هول العدوان الصهيوني عليهم وهذا ما شاهدناه أيضاً في هؤلاء الزعماء فمنهم من سُجن ومن من قُتل ومنهم من فر هارباً خائفاً متوارياً من هذه اللعنات التي ستظل تلاحقه طوال حياته . وبالرغم من ذلك إلا أن الحكام العرب الذين لم يزلزل غضب الشعوب عروشهم بسبب مواقفهم المخزية والجبانة ما زالوا يظنون أنهم في مأمن من هذه اللعنات متناسين أن شعوبهم تنظر لها نظرة كرة واشمئزاز وتشعر أنهم خائنون لها وهي بهذا تنتظر الفرصة المواتية لتفرغ عليهم جام غضبها انتقاماً لأطفال غزة ونسائها فتقتلعهم من عروشهم كما حدث لأسلافهم في البلدان العربية الأخرى ، فالشعوب لا تنسى بل تنتظر. وهنا أقول أن التأريخ سيعيد نفسه وأن سيناريوا 2011 سيتكرر ولو بعد حين، ما لم تلتحم الأنظمة والحكام العرب مع شعوبها في مواقفها في صف المقاومة الفلسطينية وتخطو خطواتٍ عملية في هذا الجانب قبل أن تحل عليهم لعنات أطفال غزة