الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٢٧ مساءً

بيان ناطق الحوثيين وخطبة قائد القاعدة و الجريمة واحدة

طارق عثمان
السبت ، ٠٩ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ٠٣:٢٣ مساءً


لا يعدم الإرهاب ذريعة ولا يفتقد لمسوغ ليسوقه لتبرير جريمته ، مهما كانت هذه الجريمة بشعة ، مروعة ، صادمة ، مستفزة ، للمشاعر الإنسانية .

المبررات جاهزة تُسرد بسكينة وضمير متصالح مع النفس فيقولها أعتى المجرمين من قتلة الأطفال ومغتصبي النساء أو من زعامات المافيا أو جنود الجماعات المسلحة أو شبيحة الأنظمة . جميعهم لديهم مبررات تجعلهم يذهبون إلى مخادعهم ليغطوا في نوم عميق كالأطفال الأبرياء .

لا يصل هؤلاء إلى هذا الحد إلا حينما يتأصل فيهم الإجرام ويخالط كل خلية في أبدانهم المتحفزة لنهش الضحايا .
مثلهم مثل أي حيوان ضاري لا نراه يبطش بفريسته ثم يجلس لينتحب عليها بل يذهب لظل شجرة لينام بهدوء عميق .

وقف جلال بلعيد يخطب بركاب الباص الذي أقل مدنيين وعسكريين بزي مدني ليبرر لهم أخذ الجنود ويعتذر من البقية بأدب جم يحسده عليه أفضل رجال الديبلوماسية اليابانية قائلا أن هؤلاء روافض انجاس تركوا الحوثي يستبيح الشمال واتوا لقتال اهل السنة في الجنوب. ويكرر اعتذاره من الركاب لهذا التوقف الطارئ .

بعده بيوم يظهر ناطق الحوثيين محمد عبد السلام بلغة مخاتلة مخادعة مراوغة ليبرر إجرام جماعته وقتلها لليمنيين ( معدل قتل الحوثيين لليمنيين منذ 2004 أكثر من يمني وقريبا من 2 يمنيين في الساعة ) ليقول تلك العناصر المجرمة هي ذاتها التي كانت تمول من معسكرات الفرقة والقشيبي وهي تلك العناصر التي تنطلق من أحضان الإصلاح في أرحب وعمران وهم أولئك الذين يتحركون حاليا في الجوف من منزل رئيس دائرة حزب الإصلاح حسن أبكر وبعض المواقع العسكرية بما فيها مركز المحافظة" .

الأول يقتل الجنود بزعم أنهم حوثيون والثاني يقتلهم بزعم أنهم قاعدة اختلفت مسميات المجرمين والضحية واحدة .
الأول يقتلهم بدعوى أنهم جنود روافض فيذبح 14 منهم كالنعاج والثاني يقتلهم باعتبارهم دواعش فيقتل 400 بينهم القائد الأسير القشيبي الذي قتل بـ 70 رصاصة بعد تعذيب وقطع قدمة بفاس .

تتمرس جماعة في حضرموت وشبوة وأخرى في صعدة وعمران وتزعمان أن بينهما حرب وكل ضحاياهما من غيرهما .
لقد اتفق المجرمون جميعا على أن يخوضوا حروبهم بينهم بالتصريحات ثم يحصي كل منهم جرائم الآخر ضد اليمنيين ليزايد على الآخر بأنه أكثر منه رأفة ..
مهما قيلت من عبارات جميلة منمقة فالبشاعة لا تختفي وبطن الأرض يضج بالضحايا و القتل هو القتل ومن يذبح بسكين لا يختلف عمن يقتل بالفاس أو بـ 70 رصاصة .

كلاكما قامة وهامة في الإجرام تستظلون بخيانة السلطة لواجباتها في حماية مواطنيها و جنودها لترتكبوا جرائمكم ثم تطلون علينا لتبرروها و سط صمتهم حتى عن الإفصاح عما حدث