الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٢ مساءً

الإرهاب في اليمن له دين وحكومة؟!!

طارق العضيلي
الخميس ، ١٤ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
أصبح دم الجندي اليمني رخيصاً جداً لدرجة أن العشرات بل والمئات – في أحيان كثيرة - يذبحون يومياً بشتى الطرق والوسائل سواء بالسكاكين او بالرصاص المجنون وأين كانت تلك الايدي الفاعلة الاثمة فما يحصل من قتل للجنود في عمران والجوف من قبل انصار الشيطان وعبدة ايران وتمزيق جثة قائد اللواء القشيبي بسبعين رصاصة لم تكن من افلام الاكشن المرعبة بل هو الرعب الحقيقي الذي تمارسة الجماعة الحوثية في شمال اليمن بحق الجنود والضباط والمواطنين والسبب هو وقوفهم في وجه التمدد الاستيطاني الحوثي الذي يسعى من خلاله الى الاستحواذ على السلطة وجعل اليمن يعود الى العصور الكهنوتية الاولى مع بعض الحداثة المعاصرة لوسائل القتل ، والتفجير ، وهدم البيوت فقط. كل هذا يجعل من الجندي اليمني هدفاً اين ما حل واين ما ارتحل بل وكأنه يساق الى الموت عبر ساسة قبضوا الثمن قبل ان تقبض الروح! الجندي اليمني اصبح في شمال اليمن تكفيري داعشي وفي جنوب اليمن حوثي مجوسي والسكين عندما تمرر على الحلق هدفها قطع الوريد فحسب .

ايه الجنود ايه الضباط يجب عليكم ان تحتفظوا بأرواحكم قبل يحتفظ بها اعدائكم ، كما يجب قبلها ان تميزوا الاعداء جيدا فهم يتربصون بكم إما بالقتل ،او الذبح ، او بالتجارة باسم الوطن !. اولم تكن يوماً دموع المسئولين من الرئيس ووزير الدفاع والفندم من اجلكم بل من اجل الدينار والدرهم الذي يقبضونه بعد موتكم ويشترون ببعضة الاثوار كي يقدمونها قرابين لقاتليكم ومعالجة جرحى من صوبوا الرصاص تجاهكم بل وإعتمادهم في سجلات الشهداء قبلكم.. هذا هو الواقع المرْ والامِر منه هو ان العقل اليمني اصبح منفلتاً لدرجة انه لايفرق بين الغث والسمين والسلاح اليمني أصبح منفلتاً أيضاً، ولهذا قد تجد وببساطة القتل ينتشر في الطرقات والشوارع العامة بسبب أو بغير سبب، حتى أصبح القتل حالة معهودة عند اليمنيين فهم يمسون على ضربات وقتل ويصبحون على نزيف ودماء.

الحوثية حركة جهادية دينية تسعى لتأكيد ذاتها على هذا النحو، وتعمل على إلغاء التنوع والاختلاف وصولاً إلى الصورة النهائية للمجتمع الذي تريده حيث تسكنه ثنائية الشر والفساد. لا التنوع الخلاق. ولأنها قادمة من خارج التاريخ، بلا نظرية في السياسة ولا خبرة مع الديموقراطية والمجتمع المفتوح فإنها تعد بالمعنى الحداثي فخاً هائلاً للمستقبل.

إرهابيو القاعدة، لم يجدوا مبرراً لمذبحة الحوطة البشعة سوى الادعاء بأن الجنود الذي وقعوا ضحية هذا العمل الإجرامي انهم"متحوثون" مع العلم انهم من جنود اللواء 135 الذي يقوده ابو عوجا المنظم للثورة في 2011 والذي قاتل ببسالة مع جنوده في الكتيبة الخاصة التي كانت تدير المعركة في الحصبة وصوفان.

. إن هذا البلد يقع شيئاً فشيئاً أسيراً بأيدي الجماعات المسلحة.. أشعر أن الجماعة الحوثية التي تستولي على الدولة شيئاً فشيئاً وفي أجواء مريحة للغاية، وتقتل الجيش في مواجهات أسقطت أكثر بكثير من ممن استشهد من هذا الجيش على يد القاعدة، هي اليوم أحد المحفزات الأساسية لاستفحال الإرهاب في بلادنا.

لا يمكن لعملية إرهابية بشعة كالتي حدثت في الحوطة، أن تُلمِّعَ وجه عصابة مسلحة أخرى فقط لأنها تُسقط المدن في شمال البلاد، الواحدة تلو الأخرى في ظل اتفاقات وتفاهمات ترعاها الدولة ممثلة بوزير الدفاع مع بعض الضباط الخونة وتجار الحروب.. فالتسقط كل الجماعات المسلحة، ولتعمل ما تبقى من الاجهزة الامنية ووحدات الجيش الوطنية ورجال اليمن الشرفاء على استعادة الدولة وبنائها على الأسس التي تضمنتها مخرجات الحوار.. هذا هو الرد العملي الوحيد على دعاش الجنوب وداحش الشمال.