الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٢ مساءً

كاد المشير أن يقول خذوني

علي السورقي
الخميس ، ٠٣ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٤:٢٠ مساءً
في بـداية الإنطلاقة الثـورية لشباب التغييـر السلمي في وطننـا اليمنـي الحبيـب
تنفس صبح الوطن فجـر الحـرية وتنادت لصـوت التغييـر جميع محافظات الجمهـورية
وفي ذروة المشهد الثـوري وتلاحم الشباب الثائـر من جميع مكـونات الطيف السياسي
والتكوينـات الإجتماعيـة بمختـلف المسميـات مدنية فكـرية وثقـافيـة نخب وطنيـة وعامـة
دخل النظام فصله الخـريفي وشرعت أوارقه السيـاسية والحـزبية الهشـة تتسـاقط تباعاً
وهنـا دارة الدوائر على النظام التقليـدي وتـوارت حلقاتهـا تتقلص على أكف المارد الثوري
تهاوت عـروش الصمت .. وكاد المشيـر أن يقـول خذونـي .؟؟
إلا أن المعارضة الخدجاء المتلهفـة على السلطة أخرت رأسها من تراب الغبـاء السياسي
وبدأت تلك التصـريحات الرعناء الغيـر حصيفة واللا مسؤلة تدق مساميـر الحُمق في جسد
الثورة من قبل بعض شيوخ العمر السياسي والفكر الكرتوني المعلب بقوالب حزبية جاهزة
وهنا فقط تنفس النظام التقليدي وزلمـه المتهالك الصعداء وعمل ومعه الأعداء الأقليميـون
التأريخيون للوطن على تحويل الحدث الثوري وزخمـه الشبابي الجماهيري إلى ما يسمي
الصراع السياسي والكيد الحزبي والإنقـلاب اللا شـرعي متأبطاً بحجة الشرعية الدستورية
والذي يقتقدها بالأساس !؟ وهنا تكون النعامة برفع رأسها من بين التراب قد أتاحة الفرصة
للنظام المتهالك أن يحاول الوقوف العنكبوتـي على شفاء حفـرة الترنح مستغلاً بغبـاء تلك
التصريحات الركيكة المعنى وظهـور رأس النعامة الخشبي في بعض محاريب ساحات الحرية
والتغييـرالسلمي وعمل على إعادة ترتيب أوراقـة المحروقة ولملمـة أشلائه السياسية والقبلية
والحـزبية المتناثرة فصلاً حريفيـاً تحت أقـدام الربيع الثـوري الشبابي مما ساعده وقتياً على
أقلمـة الحدث وتـوأمة الجمعتان في الستين والسبعين وإن كان الأخيرة تتسم فعل وحضور
بعملية الدفع المسبق وتجسد صورة قاتمة للنظام في مخرجاتها البلطجيـة وافعالها العنترية
وتسمياتها المتناقضة مع الحقيقة وما رافق ذلك من شعارات بلهاء تقدس الحاكم وتمنحه حمق
الألقاب وتزكم الأنواف بتلك الصور للأعداء التأريخيين للوطن اليمني ممن عرفهم
شعبنا حاقدين على تقدمه ونهـوضه إلا أنها أدت في النهاية إلى نتائج سلبية على مسار الثورة
حيث أنبرت تلك المؤامـرة الخليجية سيئت الصيت لتقض مضجع الثـورة وتنتقص من مشروعية
الحدث كبديل ثوري لنظام تقليدي منتهي الصلاحية وبذا يكون النظام قد كسب عامل الوقت
ليس إلا منطلقاً من سياسة المـراوغة والتسويف والتهديد حينـاً بالصوملـة والتهويل حيناً أخر
بالأفغنـة كل هذا وذاك القادم المشؤم بعد أن كاد المشيـر أن يقـول خدونـي .!!
سببه في الحقيقة وإن كانت على الحـزبين مُـرة المعــارضة .

نحن هنا لا ننكـر حقها في العمل
السيــاسي ولا نلغي دورها الوطني في عملية التغيير النسبي قبل وبعد الثورة الشبابيــة
السلمية إلا أن ركبوها سفين الثورة وعدم الإلتـزام مقاعد السفين ومساره الثوري وتخبطها
بين سندان المؤامـرة الخليجيـة ومطـرقة السلطلـه جعل منها عرضـة للمساومات الداخليـة
والخارجية فلا هي تركت السفين الثوري يجدف نحو التغييـر ويقـرر مصير المشيـر بالرحيــل
وإسقاظ نظامه ليحل محله البديل الثوري ولا هي قـررت الحسم بالأصطفاف في الركب الثوري
وتحـررت من عقدة اللهث على السلطة والوهم أن هناك مشيـر يأخذ كل سلطة غصـب .!!

لقد كانت ومازالت وستظل إنطـلاقة المارد الثوري سيل جارف بإتجاه إشقاط النظام ومكوناتـه
التقليدية وحقاً ..!! كنتم أنتم المعارضة ذلك الغُثـاء والزبد السياسي الذي خيب الأمـال واعـاد
للظام بصيص أمل في التخلص من الملاحقة القانونيـة ومحاسبة الفاسدين من أركانه الجلبية
لتغادروا السفين الثوري إلى موائد السياسة في قاعات اللئام كي يعيد الثوار ترتيب المسـار
والثقة لتلك النخب الوطنية من الشخصيات الإجتماعية والبرلمانيين والإعلاميين ورجال السلك
الدبلوماسي والعسكري ممن غادروا خريف النظام ليواكبوا المسار الثوري ممن وصفهم المشير
لغطـاً بالفاسدين ولم يكن موفق في الوصف .. ولتعلموا حقاً بأن ثورتنا لن تندرج ضمن قاموس
ثورات الناتـو ولن تنطلي عليها لُعبة السياسات القذرة .. ثورتنا يمنية شبابية حضارية السلوك
عربية المبادئ والقيم مدنية التغييــر .. ولسوف ننتصـر ويسقط النظام ويـرحل بداً المشيــر ؟؟

وإن لم يكاد المشيـر أن يقـول خذونـي .. غداً سوف يهمس في وجه أزلامه وحـزبه تباً إتركوني
النصـر للثورتنـا وإن غد لنـاظـره لقريب ..!!