الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٣ مساءً

انتصار غزة دليل على أهمية المقاومة

سليم السعداني
الخميس ، ٢٨ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ١٠:٠٦ صباحاً
هاهي المقاومة اليوم تسطر صفحة جديدة في سجل تاريخها النضالي القائم على الدفاع عن الأراضي والمقدسات الإسلامية ، حيث شهدنا النتائج التي حققتها المقاومة على صعيد المفاوضات الأخيرة التي شهدتها جمهورية مصر العربية وكان الإعلان الأخير بوقف إطلاق النار من قبل الجانب الإسرائيلي والالتزام بالهدنة الطويلة بمثابة الإنجاز الحقيقي لفصائل المقاومة التي توحدت في رؤيتها ومطالبها المشروعة التي تكفل للشعب الفلسطيني حقوقه بدلاً من التفاوضات السابقة القائمة على المقايضة واستنزاف الوقت ، وعليه فإننا اليوم مطالبين كعرب جميعاً بدعم ومؤازرة فصائل المقاومة والوقوف معها جنباً إلى جنب في كل عملياتها ومطالبها من أجل استقلال الدولة الفلسطينية وردع وكبح الاحتلال الإسرائيلي ، وهزيمة جيشه كي لا يتمادى مرة أخرى في الحرب والدمار .


ما عانته غزة خلال فترة الحرب الدموية والوحشية من قبل العدو الصهيوني الذي دمر كل شيء لكنه لم يدمر الإرادة الحية في صفوف المقاومة وحقهم في الدفاع عن غزة وسكانها ، وبالتالي يجب أن تكون هناك إنتفاضات أخرى في مناطق فلسطينية أخرى كالضفة لمساندة المقاومة كي تبقى فصائل المقاومة على خط واحد من النضال والصمود في مواجهة العدوان والاحتلال الاسرائيلي .


إن انتصار المقاومة ليس فقط انتصار لحماس بل هو انتصار لكل فصائل المقاومة في فلسطين كونها تمضي في مسار واتجاه واحد لخدمة القضية الفلسطينية التي تاجر بها الحكام العرب طيلة سنوات مضت ، لتأتي المقاومة اليوم وتعيد الكرامة للشعب الفلسطيني ولسكان غزة على وجه الخصوص ، وبالتالي فإن التأكيد على انتصار المقاومة هو ما يجعل المفاوضات الجارية في مصر مستمرة ووفق شروط المقاومة الفلسطينية التي أرغمت العدو على الخضوع لشروطها أو استمرار المقاومة في ضرب مناطق الاحتلال وبث الرعب لديهم .


نقف اليوم جميعاً أمام تحول كبير في مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية كون المقاومة في موقف واضح وقوي بينما الاحتلال يحاول بين فترة وأخرى المماطلة في إجراء وتنفيذ بنود الاتفاق كل هذا فقط من أجل شق صف المقاومة وتشتيت مطالبها كي يستطيع التنصل والتظاهر بأن المقاومة غير متحدة وواضحة في مطالبها وعليه يجب أن ندعم وحدة الصف الفلسطيني واستمرار جهود المقاومة بشكل متحد بما يخدم القضية الفلسطينية وينتصر لفصائل المقاومة ومطالبها المشروعة .


اثبتت الأيام بأن ما أخذ بالقوة لا يتسرد ويرد إلا بالقوة ، ومانجاح المقاومة اليوم واستسلام العدو الاسرائيلي للمطالب الفلسطينية إلا دليل على قوة وتماسك المقاومة ونجاح محورها الدفاع الذي هدد العدو ، ولذا لا بد من تظافر الجهود وتكاتفها ، كي تستمر روح المقاومة وعزيمتها للدفاع عن الشعب الفلسطيني وأراضيه .


إن الدعم القطري يجب أن يغير بما يتناسب مع المقاومة وليس دعماً مشروطاً كون الدعم المشروط هو يخدم سياسة وأجندة قطر وليس فصائل المقاومة ، وعليه لابد أن يتدفق الدعم القطري إلى غزة وفلسطين بحيث يصل لكل فصائل المقاومة مما يمكنها من تسليح نفسها وترتيب صفوفها من أجل مواجهة قوات الإحتلال الإسرائيلي واستمرار نسق تصاعدها الدفاعي عن الشعب الفلسطيني وغزة ايضاً .


التشدق بالخطاب الديني والسياسي لبعض الدول خصوصاً السعودية في دعم فلسطين أمر لا يحمل سوى التظاهر أمام الرأي العام فقط بينما الواقع عكس ذلك تماماً حيث لاحظنا منطق مختلف في تعامل السعودية مع إسرائيل مقارنة بتعاملها مع دول عربية أخرى كسوريا والعراق واليمن ، فالمملكة العربية السعودية تتحالف مع إسرائيل كرهاً في حماس وبالتالي فهي تساهم في زيادة العقاب الجماعي على الشعب الفلسطيني ، فليس كل سكان غزة حماس وليست فصائل المقاومة ايضاً حماس ! وبالتالي يجب على السعودية مراجعة حساباتها في المنطقة والتعامل بشكل يحترم عروبتها وانتمائها بما يدعم الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة وليس الكيل بمكيالين في سياستها الخارجية ، فيجب عليها إعادة النظر ودعم المقاومة بدلاً من الخيانة والتواطؤ في خذلان الشعب الفلسطيني والمتاجرة بدمه !!


لذا لا سبيل لاستعادة الحقوق وانتزاعها إلا عبر سلاح المقاومة كونه الخيار الأنسب لمواجهة العنف الاسرائيلي والتواطؤ والمتاجرة العربية بدماء الشعب الفلسطيني المقاوم للاحتلال ؟