الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٣ مساءً

صنعاء والأمل الأخير!!

حسين الصوفي
الاثنين ، ٠٨ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ١١:٣١ صباحاً
لا أحد من اليمنيين يعجبه حال بلاده في هذه اللحظة, كلنا بلغ بنا القلق مداه، حتى أطفالنا انغمسوا في الخوف من الغد حدّ استصحاب العبث السياسي والأمني إلى أحلامهم؛ وحين يتحول الوطن إلى كابوس فيجب عليك أن تفكر ألف مرة ..

ماذا يجري يا قوم؟!
كلما في الأمر أننا ضقنا ذرعاً بفساد عقود مضت، كان على رأس السلطة في البلاد رجل اسمه علي عبد الله صالح، بات يعرّف نفسه مؤخراً بـ "عفاش"، ويناديه الناس اليوم بـ "الزعيم"، والزعيم غادر بمبادرة تقدمت بها دول مجلس التعاون الخليجي وبرعاية من الدول العشر تحت نظر مجلس الأمن الدولي وأسندت بمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة اسمه "جمال بنعمر"، أفضت إلى المضي خطوات متثاقلة كان الثمن للانتقال بين كل خطوة ومثلها عشرات من الضحايا وبرك من دماء الشعب اليمني الباحث عن لحظة استقرار يهنئ فيها براحة عابرة.

كان على الزعيم أن يراعي قومه وأن يلتفت إلى مسيرته الطويلة مع شعبه وأن يفكر ملياً في المكافأة التي كان ينبغي أن يقدمها للأمة اليمنية التي حظي بمكانة خاصة انتهت بتتويجه "زعيماً" بـستة آلاف جندي من الحراسة الخاصة!!

لكن الزعيم –على ما يبدو- استسلم لموجة الحقد التي تشتعل في فؤاده، وطاوع نفسه ومن يؤجج له ما يميل له، ومارس -ولا يزال- أساليب لا تليق بشعب اليمن الطيب، نغّص عليه حياته بدعمه للفوضى في أنحاء متفرقة من الوطن على مر الشهور السالفة وحبر المبادرة لم يجف بعد حتى لحظة حصار صنعاء بلافتة الخصم اللدود سابقاً والحليف الآني "الحوثي" بعد تلاقي مشروعيّ الشر ضد الوطن ومصالحه، لتدخل البلاد في مأزق قد يكون ثمن انتظار حماقات الأطراف المصارعه أو التي تذكي الصراع باهظ للغاية ، ولن يترك أحداً في مأمنه!!

المبادرة الخليجية انتهت يا قوم، وزمنها المحدد وصل نقطة صفرية، ولم تحمل لنا سوى أوراق في أدراج الساسة ، لم تزد الوضع سوى تأجيجاً وتأزيماً..

صنعاء تفغر فاها، خائفة تترقب، تسأل عن أبناءها وأهلها، عن شخصيات ضاعت تحت ضجيج الساسة الصغار..

صنعاء ملّت من مراهقي التصريحات وقادات "منشورات الفيس"، وتسأل بحرقة عن أبناءها المخلصين، عن أصحاب الرأي الراجح، عن أولو الخبرة والمحنكين؟

أنقذوا الوطن يا كل النخب ، أنقذوها أنتم ، أنتم تعرفون أنفسكم ومناصبكم وأماكنكم وقدركم وخبراتكم وعلاقاتكم مع كل الأطراف بما فيهم المراهقون الجدد!!

ماذا لو تداعيتم بشكل طارئ لعقد مؤتمر وطني عاجل وقصير ينطلق من المسئولية وصدق الضمير، ويراعي خوف الأطفال المدججين بحقائبهم ، وآخرين من سنّهم كان يفترض أن يكونوا في فصل دراسي ، لكنهم يلقون مصارعهم في محارق الحروب العبثية بأرواح اليمني أرضاً وإنساناً.

لتكن كل الخيارات مطروحة، وكل ما كسبناه من المرحلة القصيرة ليس مقدساً، لا قدسية لشيء ولا لأحد ما لم يصان دم الإنسان ، وتحفظ له حياته؟

ماذا لو قررنا نحن اليمنيين أن نساعد أنفسنا عبر لقاء تاريخي يؤسس لمرحلة انتقالية قصيرة يكون فيها هادي رئيساً لفترة ثلاث سنوات – تزيد أو تنقص- على أن يتم التحضير لانتخابات برلمانية خلال أقل من عام، ولتكن كل الرؤى والمقترحات ومخرجات الحوار الوطني بمثابة قواعد نبني على ما يمكنه أن يخرج البلاد من المأزق المنحدر.

الخارج لن يستطيع أن يقدر ما نعانيه ، ولا يمكنه أن يدرك خطورة الوضع، له حسابات مختلفة عن حساباتنا، "والنائحة المستأجرة ليست كالثكلى"، لكنه يمكنه أن يبارك ما نتفق نحن عليه..

الساحة الوطنية تستعر بنيران مختلفة ، وتنهش في أجساد أبناء الوطن، والجثامين كل يوم توزع إلى مختلف بيوت اليمنيين، ودموع الثكالى يسيل بحرارة، وإن لم تصحو ضمائر من يستطيع تقديم حلاً لهذا الوطن ، فإن الله لن يخذل عصبة آلت على نفسها أن تفعل ما تطيق ، والتاريخ يكتب كل شيء