السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٥ مساءً

المقامة الصنعانية

فارس غازي جرمل
الاربعاء ، ١٠ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٣٥ مساءً
مقامات ابن جرمل
المقامة الصنعانية
حدثنا ابن جرمل قال: فانداحت نحونا جيوش الدهماء ، يحدوها عطشها للقتل و الدماء ، فكانوا أشداء علينا ، بأهل الكفر رحماء ، هم شر ما أقلت أرضنا وأظلت السماء ، حولوا ضوء النهار بجهلهم ليالٍ ظلماء ، وأدخلوا الناس في فتنة عمياء .

فانطلقوا من صعدة يرفعون الشعار ، ويشعلون النار ، فقتلوا وشردوا أهل دماج ، و أدخلوا اليمن في فتنة كالبحر أمواج من فوقها أمواج ، حتى هَجَّروا أهلها جميعا أفواج يتلوها أفواج .. ثم انطلقوا نحو حاشد ، فهدموا البيوت والمساجد ، وقتلوا الراكع الساجد ، و استباحوا الحرمات بدم بارد ، وانقضوا على المدنية انقضاض ، وتصور ناشطوهم فوق الأنقاض .

حكى ابن جرمل قال : ثم مرت هذه الحشود بهمدان ، و شبام كوكبان ، ثم واصلت طريقها إلى عمران ، وفي كل مرة كان لهم قميص عثمان ، و كان لهم في مشايخ الفود مدد و أعوان ، ممن في قلبوهم حب المال وكره الإخوان ، من أمثال المشرقي والدوحمي والوروري وجليدان. أو ممن أُشرب قلبه حب إيران .
وحين وصلوا المحافظة الباسلة ، أضحت كل محاولات اقتحامها فاشلة ، فقد وقف لهم رجلٌ صنديد ، وبطلٌ عنيد ، وهزبرٌ قلبه قُدَ من حديد ، إنه الشهيد العميد ، المسمى القشيبي حميد ، فصلاهم ناراً في جبل جنات ، و ألبسهم ثياب الغيد الغانيات ، و كسى جموعهم الشتات ، حتى حملوا جثثهم بالدينات . ففتحوا خزائنهم بالمليارات ، لشراء الولاءات ، و التهئية للخيانات ، مع سوء التقدير والحسابات ، لمن بيده السلطات ، فضاق على اللواء 310 الخناق ، وتآمر عليه آهل النفاق ، وسكت بعض الرفاق ، ودب في صفوف السياسيين الشقاق ، فتحمل لوحده المشاق ، و وقف كالمارد العملاق ، و أقسم القائد أن لا يكون بينه وبين موقعه فراق ، ولن يكون هو سبب الإخفاق ، لكن المؤامرة كبيرة باتفاق ، فترجل الفارس في ميدان السباق ، فمثل به القتلة دون إشفاق ، و بتروا له الساق ، وبمقتله تبعثرت الأوراق ، وأصبح الحوثي شوكةً في الأحداق ، و فتنة كفتنة أهل العراق .

حكى ابن جرمل قال : فلما رأى الحوثي ما حققه الرجال ، وما أنجزته الأموال ، فقرر أن يضرب صنعاء بالزلزال ، و أن يكتب بيده للجمهورية الزوال ، ليقيم على أنقاضها حكم الملالي ، ويكون هو الحاكم والوالي ، معتمدا على قوة النصير والموالي ، والعنصري والسلالي ، والباحثين عن الدعم المالي ،و معتمدا على خذلان جماعة طب وانا مالي ، أحسن خليني في حالي ، أشقي على بيتي وعيالي ، الوطن رخيص والعمر غالي ، خلينا الحرب للإصلاح أبو زيد الهلالي ..

قال ابن جرمل : فجمع الحوثي جموعه واحتشد ، و أتى بالشاصات ذات العدد ، وقدم له رجال عفاش المدد ، فدخل صنعاء تحت غطاء السلمية ، وهو لا ينقصه غير القنبلة النووية . و ظن أنه سيحقق حلمه في ظل الدولة الرخوة وإن هذا هو زمان كتائب الشخوة .

فواجهته الجماهير مرصوصة الصفوف ، و وجهت له الكفوف تلو الكفوف ، و قالت له قف يا فتى الكهوف ، قف يا ناكر المعروف ، قف يا من قتلت من اليمنيين الألوف ، لن نبيع وطننا بحق المصروف هذه صنعاء وليست النجف ، لن تكون في مفاوضات مرشدكم مجرد ملف ، يساوم بها كلما زعل من أمريكا واختلف . قف يا شر خلف لخير سلف ، أما يكفي ما يجري لرجالك بالجوف ، قد ملأ قلوبهم الخوف ، وقد مزقت أجسادهم الأوالي والكلاشنكوف .
لو كنت تهتم لليمنيين ما خسرتهم في حروبك الملايين ، ولما جرعتهم كل هذه السنين
فلما رأى الفتى المغرور ، ما يقوله الجمهور ، قرر أن يعقد الأمور ، ويفجر الأوضاع ، ويطلق أيدي الرعاع ، ففجرها في معسكر السواد ، وخرج من قلبه الاحقاد .فقتل بعض الأفراد و ما زالت الأمور في ازدياد.

حكى بن جرمل قال : وما زلتُ في صنعاء أراقب الأوضاع ، وأرى الشعب يرد للحوثي بالصاعين الصاع ، ويسقط مشاريع ذوي الاطماع ، فاشترى الجميع السلاح ، ونادى حي على الكفاح ، ليس عليكم من جناح ، فقد أتى الباغي يروم الاجتياح ، جاء وقد رمى بحوارنا مجرى الرياح ، جاء ليمطر صنعاء دمعا ويرعدها نواح ، جاء الذي يمنحنا الرصاص و الأمريكان يقصفهم صياح ، سيروا فلا للانبطاح ، ولى زمان السيد المعصوم ذي الركب الصحاح ، لا تسمعوا قول مسيلمة أو سجاح . سيروا فقد نادى المنادى فلتمتشقوا الرماح ...