الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٤ صباحاً

قبل أن تحل بنا الكارثة

جبر الضبياني
الثلاثاء ، ١٦ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٠٥ مساءً
بإمكان الجميع الآن تجنب حرب مدمرة قد تأكل الأخضر واليابس على أرض اليمن وباستطاعة كل الأطراف أن يتوصلوا إلى تفاهم سياسي يجنب البلاد حرب قد تمتد الى سنوات .

هناك أمثلة حية في بعض الأقطار العربية حلت بهم الكارثة نتيجة لعدم توصل الى حل سياسي ينزع فتيل الحرب التي دمرت الإنسان والحيوان والجماد في هذه الأقطار العربية، وأصبح من الصعب الوصول إلى حل يفضي بوقف الاقتتال هناك حتى بعد كل هذا الدمار؛ لأن الأمور خرجت عن السيطرة واُدخل في ذلك العامل الدولي مما عقد الأزمة أكثر .


علينا في اليمن أن نتعظ ونأخذ الدروس والعبر من هذه البلدان، وإذا لا سمح الله دخلنا في صراع مسلح فإن الكارثة ستحل بنا بل انها ستكون أشد وطأة من هذه البلدان، فالجميع يعرف أن كافة ابناء اليمن يمتلكون السلاح، وهذا الذي سيعقد الأمور ويجعلها خارجة عن السيطرة وتدخلنا إلى نفق مظلم أظلم مما نحن عليه الآن، ففي الحرب تضيع الحقوق وتُدمّر كل القيم ولا صوت يعلو فوق صوت العنف والخراب .

من السهولة إشعال عود ثقاب الحرب، ولكن من الصعوبة إيقاف ذلك فإذا اُشعلت النيران فستلتهم الجميع وستكون حرب مدمرة ضد الجميع، وليس طرف بعينه كما يدعي البعض فالحروب ليست لها اعين وإنما هي عمياء لا تعرف الا الخراب

أي صراع مسلح لا يوجد فيه منتصر وإنما يوجد فيه خاسرٌ وحيد وهو الوطن، فما يحدث الآن في سوريا خير شهيد ودليل على ذلك فمن يخسر الآن هو الوطن والشعب السوري ولايوجد أي منتصر في تلك الحرب المدمرة حتى وإن ادعت بعض الأطراف ذلك لأن ما يحدث هناك هو قتل للإنسان وتدمير للبنية التحتية وتفتيت للنسيج الاجتماعي فعن أي انتصار يتحدثون والإنسان السوري يُقتل ويُهجر ؟!

الأخطر من كل هذا هو الحرب الطائفية والتي تجري رحاها الآن في العراق ويريد البعض من أبناء جلدتنا استدعائها في اليمن والحرب الطائفية مُدمرة ومفتتة للبنية الاجتماعية أعظم من أي حرب أخرى تجري تحت عناوين مختلفة فالحروب الطائفية تقتل الإنسان بالهوية وتغتال الإنسانية باسم الله ويقاتل كل طرف تحت يافطة دينية وينطلقون من منطلقات طائفية بحتة وعقدية يعتقد كل طرف بأنه هو الأحق بالبقاء فيما الآخر لابد أن يُستأصل من هذه الأرض وهنا ستحل أم الكوارث اذا انساقت الأطراف الى هذا الملعب القذر والذي لن يستطيع أحد الفصل في هذه الحرب وحتى ان استطاعوا الفصل في ذلك فسيبقى المجتمع منقسم انقساماً طائفياً وستظل فتيل الأزمة مستمرة وسيظل التهديد قائم وينذر بحرب أخرى قادمة .

نحن في اليمن لا زلنا خارج إطار الحرب الشاملة وباستطاعتنا أيضاً ان نتجنب ذلك وان نقف ضد الحروب التي تجري رحاها في بعض المحافظات والتي اذا استمرت في لهيبها فسنصل الى الحرب الشاملة التي نحذر منها ومن هنا نقول :

لا زلنا أمام فرصة تاريخية بتجنب الكارثة ومازالت الأمور تحت السيطرة فعلى الجميع أن يغلبوا مصلحة الوطن على مصالحهم الضيقة فأي حرب قادمة ستنسف كل المصالح سواءً كانت المصالح الشخصية أو الوطنية وإذا غرقت السفينة فستغرق بالجميع ولن تبقي أحد فها انا قد بلغت اللهم فاشهد .