الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٧ مساءً

لماذا ينتقمون منك ياصنعاء؟

طارق العضيلي
الاثنين ، ٢٢ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٣١ مساءً
ميليشيات الحوثي وفت بوعدها وأمطرت صنعاء وشوارع المدينة وابل من الرصاص وحمم من براكين المدفعية وقذائف الحقد المجنونة تضامناً مع الشعب والاكباد الجائعة التي تضررت من الجرع ، والفساد ، وحكومة الوفاق وما قمت به خلال هذه المعركة لم يكن الا نصرةً للافتات المضلومين من أبناء الشعب وصوناً لممتلكاتهم مع فرض الحماية الكاملة للمرافق الحكومية والخاصة معلنة فى نفس الوقت عن منح و اجازات لكل من المعتصمين السلميين في حزيز ، وخط المطار ، وصباحة بني مطر والخروج في نزه جماعية الى قمم الجبال، وساحات المعارك ( الغنيمة الغنيمة) وداعاً للغلاء

فقد حان وقت اسقاط الجرعة على صنعاء وضواحيها حسب التوقيت المحلي لطهران،، في تحد جديد وواضح لمجلس الامن وقراراته المعلقة ،ومؤتمر الحوار ومخرجاته ، وللشعب وصيحاته ، قادة الجيش البواسل في اجتماعات متواصلة و بدون عشاء ، وكا العادة يبعثون الجنود البواسل مع زجاجة من الماء وبندقية قديمة الى ارض مغدورة. السياسيين، والعسكريين يتلاومون فيما بينهم بينما المخططات الانقلابية جاري تنفيذها.
من الالفين والاربعة والمواجهات يتبعها هدنة وفي اثناء الهدنة يعمل الحوثي على حشد قواته ويستحدث مواقع جديدة امام اعين الدولة تحت مسمى الهدنة ثم تبدأ جولة جديده من الحرب يستولي فيها الحوثي على مناطق جديدة ثم تتبعها هدنة ويكرر نفس الفعل السابق وهكذا . انا شخصياً لا اعتقد ان حكومتنا غبية الى هذا الحد ولكنها ملتزمة بالدور المناط بها من قبل المخرج للمسلسل الدرامي والذي وزع الادوار على الجميع ومن يخالف يتم إخراجه من المشهد وهكذا حتى الوصول الى الحلقة الاخيرة من الانقلاب وهو الحصول على التبة الحمراء والتلفزيون واعلان البيان رقم 1.

فالشعارات المزيفة التي ترفعها هذه الجماعة تحت أي مسمى رعناء وكاذبة الغرض هو التشريع لأعمالها التخريبية التي لاتمت الى حقيقة الاسلام والاديان السماوية بشيء ، فالإسلام أتى من اجل الحفاظ على الكليات الخمس ومن ضمنها النفس البشرية ورعاية الحقوق والحريات ، وإعلاء الكينونة الانسانية ، وترشيد المجتمع بالتوعية القائمة على المعرفة الدينية والعلمية. وتعزيز مبدأ التعاون المشترك بين المسلمين وغير المسلمين فيما يحقق المنفعة العامة والمصلحة المشتركة. واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية، ظلت أبجديات هذه الجماعات راكدة في معظم فترة حكم النظام العائلي السابق... لم تنفذ أجندتها خلال تلك الفترة ليس للقوة الفولاذية والعصى السحرية التي أمتلكها النظام السابق ؛ الداعم والمنشئ لها . بل لأن أشواط اللعبة لم تبدأ . فبعد انهيار النظام العائلي ونزع الشرعية منه ، قام بإعطاء الضوء الاخضر لهذه الجماعات بممارسة أجندتها والمتمثلة بالأعمال التخريبية والوحشية والعدوانية ضد الأبرياء من اليمنيين ، ونهب المال العام للدولة والسطو على المعسكرات ، وقتل الأطفال والنساء , وتشريد للألاف من الاسر والعائلات ....!!! فحقيقة الامر أن هذه الجماعات تعمل بالتحالف مع النظام السابق والاعلام الحالي الممول وفق المعادلة (عليْ وعلى اعدائي)
ولم يبقى الا ان نذكرهم بقصيدة الشاعر المرحوم محمود درويش حين قال :
أيها المارون بين الكلمات العابرة،
آن أن تنصرفوا..
وتقيموا أينما شئتم، ولكن لا تقيموا بيننا
آن أن تنصرفوا..
ولتموتوا أينما شئتم، ولكن لا تموتوا بيننا
فلنا في أرضنا ما نعملُ
ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الأول
ولنا الحاضرُ، والحاضر، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا..
والآخرة.
فاخرجوا من أرضنا..
من برنا.. من بحرنا..
من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا
من كلّ شيء،
واخرجوا..
من ذكريات الذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة...