الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٨ صباحاً

يا هادي لم يعد في الوقت متسع

احلام القصاب
الاربعاء ، ٠١ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ١٠:٠٤ مساءً
منذ تسلم هادي لزمام الامور في الجمهورية اليمنية بعد التوقيع على اتفاقية انتقال السلطة المشؤومة استبشرنا خيراً على الرغم من تحفظنا على هذه الاتفاقية لما فيها من ثغرات وقصور لعل الجميع يدرك أن اليمن ما عادت تحتمل السياسات السابقة واسلوب ادارة الحكم طيلة 33 سنة لأن الاوضاع على ارض الواقع اختلفت كثيراً عما كانت عليه ابان تسلم الرئيس السابق للسلطة بعد مقتل الرئيس ابراهيم الحمدي وخليفته الغشمي ..

وبمجرد تسلم هادي السلطة كرئيس توافقي رأينا كافة العراقيل التي يختلقها البعض من اجل عرقلة تنفيذ هذه الاتفاقية علماً أن الجميع وافق ووقع عليها ولا يعني عدم اشراك الحوثة في التوقيع على الاتفاقية انهم غير ملزمين بتنفيذها فهم لم يكونوا مكون سياسي بل مليشيات مسلحة بل كانت هناك احزاب تمثل توجهاتهم حاضرة وشاركت في التوقيع عليها (اتفاقية انتقال السلطة) وعلى الرغم من ذلك تم اشراكهم في الحوار الوطني وبحجم لا يتناسب ووجودهم الفعلي على الارض بل تم تهميش كثير من مكونات الشعب وعدم اشراكهم في هذا الحوار ..

يا هادي الركون إلى التصريحات الدولية التي تتحدث عن دعمك مجرد مناورات غير صادقة فكم من الجهد والوقت والاموال ضاعت بعد ثلاث سنوات في الحوار الوطني واعادة الهيكلة للجيش وقرارات لمجلس الامن تؤكد على أن اتفاقية انتقال السلطة هي الطريق الوحيد لبناء اليمن الجديد الا أن شيئاً على ارض الواقع لم يحدث ليعكس جدية تعاطي هذه الدول مع ما يعتمل على ارض الواقع من عراقيل وخروقات واليوم يتحدثون عن وأد الاتفاقية لمجرد أن الحوثي اراد ذلك واصبح الحديث عن اتفاقية اخرى تم فرضها بقوة السلاح ..

انظر من حولك ماذا يدور ميلشيا قادمة من عصور الجهل والظلام تحاصر الجميع وتفرض شروطها بقوة السلاح ولم يدنها احد ولم تتخذ اجراءات عقابية ضدها من قبل رعاة المبادرة ومجلس الامن بل تصدر قرارات ترحيبية بما فرضته هذه الاقلية على شعب يبلغ تعداده اكثر من 25 مليون نسمة ولم تحترم كل ما بذل من جهد وعمل طيلة السنوات الماضية منذ التوقيع على اتفاقية انتقال السلطة المشؤومة ..

تَذّكر ماذا صنعت هذه الدول عندما كان الحوثة يشاركون في مؤتمر الحوار ويقتلون ويشردون اخوة لهم في دماج لمجرد الاختلاف معهم ولم يتقبلوا العيش المشترك الذي دام لسنين طويلة هل اظهرت هذه الدول أي جدية في ردع عدوانهم على الآخرين ام اكتفت بالتفرج وتركوا الحركة حتى تتغول ..

وبعد اسقاطهم لمحافظة عمران وصدور قرار مجلس الامن بضرورة انسحابهم منها وتسليم الاسلحة الثقيلة للدولة هل تم تنفيد القرار وهل اتخذت هذه الدول أي اجراءات لإعادة هذه الجماعة لجادة الصواب ؟! ..

يا هادي وانت العسكري صاحب التاريخ العسكري المشرف لا يجب أن تقبل على نفسك أن تكون اداة يستخدمها الآخرون لتمرير مشاريع طائفية لأن التاريخ لن يرحمك وستكون انت الوحيد الملام على ما سيحدث (فأنت لا تمثل شخصك) ومحاولة فرض نظام يحاكي الوضع في لبنان لن يلبي تطلعات الشعب لأن النتيجة محسومة سلفاً دولة هشة لا تحقق استقرار سياسي او نمو اقتصادي ورفاهية لشعبها وهذا هو الوضع في لبنان (حتى رئيس الدولة وهو منصب فخري لم يستطيعوا التوصل لاتفاق لاختياره) فكل طرف سيتبع جهة اقليمية وتكثر التدخلات وتصفية الحسابات على حساب الوطن واستقراراه السياسي والاقتصادي ونحن نسعى لإيجاد دولة قوية وعادلة تستطيع أن تستثمر الثروات الكامنة لمصلحة الشعب ولن يكون هذا بنظام يحاكي الحالة اللبنانية بل عبر نظام ديمقراطي حقيقي يضمن للجميع المشاركة كلٌ بحسب ثقله السياسي على الساحة لا على قوته العسكرية ..

يا هادي هؤلاء قوم (الحوثة) لا يقبلون أن يحكمهم احد من خارج مناطقهم وانتماءاتهم فهذا ما يظهر للجميع الأن من خلال افعالهم على الارض (حتى المساجد لم تسلم من فرض الائمة) وما تصريح (محمد البخيتي) عن كون صنعاء زيدية تاريخياً الا نسفاً لمشروع التعايش وافصاح عن المشروع الحقيقي للحوثة القائم على الطائفية والاقصاء للآخرين وطالما صنعاء زيدية بحسب مشروعهم لك أن تدرك تبعات مثل هكذا مشروع وزيف ادعاءاتهم بالعدالة والمواطنة المتساوية وحقيقة مشروعهم الطائفي القائم على اساس الاولوية لهم في كل شيء كأصحاب حق تاريخيين في هذه المناطق والآخرين درجة ثانية نعم كانت صنعاء زيدية عندما كان الحكم حصرياً لطائفة لكن اليوم صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية السياسية لشعب تعداده اكثر من 25 مليون نسمة لا يدين لمذهب واحد ..

قد حان الوقت أن تضع الجميع امام مسؤولياتهم على رعاة المبادرة اتخاذ اجراءات حقيقية ولا تكتفي بالتلويح بها او التصريح بدعم الرئيس هادي دون اتخاذ أي اجراءات حقيقية وعلى الحوثة اما القبول بالآخر وقبول الجميع العيش المشترك وخضوع الجميع لسلطة الدولة وتسليم اسلحتهم والعودة إلى مناطقهم دون أي تلكؤ والبدء بتنفيد مخرجات الحوار واما أن تقدم استقالتك والدعوة لانتخابات رئاسية او تتجه إلى حيث يمكن تنفيد مخرجات الحوار في بيئة غير لافظه لك لا تركز على الطائفية المقيتة ولا ترهن نفسها للشيطان على حساب الوطن ومكتسباته .. اللهم اهدِ قومي .