الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٩ صباحاً

لهذا هم أتباع لإيران

طارق عثمان
الجمعة ، ٠٣ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ٠١:٣٣ مساءً
ينكر الحوثيون عمالتهم لإيران وارتباطهم بمشروعها التوسعي تماماويحاولون تسخيف أي طرح يتناول هذه العلاقة ويطالبون الجميع بإثبات ذلك .

كيف يمكن إثبات هذه العلاقة ؟
وهذا سؤال موجه للحوثيين أنفسهم ولغيرهم
كيف لي أن أثبت أن جماعة ما مرتبطة وتابعة ومنفذة لمشروع دولة أخرى على حساب مشروعها الوطني ؟.

نريد منهم هم المعايير ثم سنسقطها عليهم
.
تعالوا نرى بعض معاييرهم التي يعتبر بعضها في قمة السطحية والتي على أساسها تصنف هي غيرها على أنهم تابعون لجهات أجنبية .
من معاييرهم السطحية
- الصور
فقد كرست كل وسائل إعلامهم جهدها لإثبات تبعية الإصلاح مثلا للمشروع الأمريكي مستندة لصورة تجمع بين اليدومي و السفير فايرستاين وبين السعيدي وذات السفير .
المعيار الآخر : استفادة الدولة المعنية من هذا التيار أو ذاك في خدمة استراتيجيتها .
فهم لا يترددون للحظة في القول أن القاعدة مثلا مرتبطة بالمشروع الأمريكي وتخدمه حيثما حلت ، القاعدة التي قتلت من الأمريكيين الكثير و تشن عليها أمريكا حربا لا هوادة فيها في كل مكان حول العام ؟
هذه مقدمة للحديث عن سطحية معايير الحوثيين في اتهامهم للآخرين بالارتباط بمشاريع أخرى . ولو استخدمناها لكانوا و بدون شك أكثر من يخدم المشروع الأمريكي في المنطقة و الشواهد على ذلك كثيرة جدا لكن ليس هذا هو المقال الذي يتحدث عنها لكن نقول بعجالة أنه أصبح معروفا مدى اعتماد المشروع الأمريكي على الجماعات الطائفية في المنطقة والتي هي أقدر على نسف الأمة العربية والإسلامية من الداخل عكس المشروع الصهيوني الذي يُنْظَر له كجسم غريب دينا ولغةً وثقافة فأصبح المشروع الصفيوني مرتَكزا لإذلال المنطقة وإعاقة نهضتها وتقدمها بغض النظر عن شعارات الموت المتبادلة بين الطرفين منذ 36 عاما والتي لم تسفر عن طلقة واحدة بل تم إسقاط كل تهديد لأمريكا وإيران في العراق وأفغانستان وغيرهما من الدول واستمر الاعتماد المتبادل قائما رغم العداء الإعلامي التضليلي .
إسرائيل قد تخسر ملايين لتجنيد شخص لمشروعها الصهيوني في حين قد لا تخسر إيران شيئا لتكسب ملايين البشر لمشروعها الصفيوني و الذي بدوره يقدم خدمة جليلة للاستراتيجية الأمريكية في إخضاع المنطقة .


نعود للحديث عن التبعية وبالرغم من تداخل السياسي بالإعلامي بالفكري لكن حاولنا الفصل على النحو التالي

1- تبعية فكرية
تتمثل في التأثر بالأيديولوجيا التي تبشر بها الدولة المقصودة فقد كنت أستطيع قبل عقود أن أقول أن فلانا ماركسيا دون حرج حين كان الاتحاد السوفيتي يصدر هذا الفكر للعالم .
الإيرانيون لا يخفون تصديرهم للثورة الإيرانية في المنطقة وقد اعتبرت كل تصريحات المسؤولين الإيرانيين ثورة الحوثيين امتدادا لها وهذا التأثر لا تخطيئه عين عند قراءة ملازم حسين بدر الدين الحوثي والمرور على نصوص تستعدي الصرعات التاريخية من منظور إثناعشري لا زيدي عدا عن الغلو في القضايا الفقهية التي تنبه لها علماء الزيدية وأوضحوا أن ما يدعوا إليه الرجل يتنافى مع المذهب ،ولا يتسع المقال لعشرات النصوص التي تسند هذه المسألة ، ولكن للمتابع فقد ظهرت كثير من الشعائر والطقوس و المناسبات الدينية الدخيلة والتي لم يألفها اليمنيون وحتي حين دفن حسين الحوثي ظهر بعض علماء إيران في حفل تأبين وقال أحدهم صراحة ( ذلك الإمام الشهيد الذي كان إماميا إثناعشريا والذي دعا إلى مذهب أهل البيت ، وأنتم رأيتم خلال هذه السنوات القليلة كيف كان ذلك التفاعل الكبير مع المذهب الحق وكيف تلك الاستجابة لدعوة ذلك الشهيد المؤسس وكيف أن الناس استجابت أفواجا وترون الآن كيف كيف مسيراتهم و مواكب العزاء وإحياء مناسبات آل البيت عليهم السلام في تلك البلاد التي ما كنا نسمع يوما أن يقام فيها موكب عزاء أو يحي فيها مراسم يوم الغدير وما ذلك إلا ببركات ذلك الشهيد العظيم ...) وطبعا نحن نشاهد بناء ضريح حسين الحوثي على الطراز الكربلائي و تحويله مزارا مقدسا بنفس الطريقة
يظهر التأثر الفكري في تقديس شخصية الخميني ورفع صوره في مكاتب ومنازل ومظاهرات الحركة حتى كأنه شخصية وطنية يمنية ويتفاخر رجال الحركة بزيارة ضريحه وتقبيل صوره .

2- علاقة رجال الحركة بإيران .
تخيلوا معي لو أن الحركة الحوثية غير موجودة . كم يمنيا قد يزور طهران ؟ ربما لا أحد أو بضعة نفر لكن منذ الحوثي الأب ( بدر الدين ) مرورا بكل رجالات الحركة فإيران هي أكثر بلد يزورونه تقريبا بعد لبنان ( معظم الزيارات للبنان تتبعها زيارات لطهران بجوازات أخرى ) كما أن كل الشخصيات التي يتم استقطابها للمشروع الحوثي لابد من تعميدها في المركز المقدس هناك وقد شاهدنا صحفيين وكتاب ومثقفين يتوافدون على طهران بمجرد ارتباطهم بالحوثية .
وتتحول إيران مثل أعلى لم أسمع عن أي شخص في القيادة يخالفها أو ينتقد مواقفها وكأنها دولة الملائكة ..
هذا عدا عن قيام إيران و على حسابها باستقبال الطلاب اليمنيين ليس عبر برتكول التبادل الثقافي الذي أوقفته اليمن عام 2044 م كما هو الحال مع بقية الدول بل عبر شخصيات وقيادات الحركة الحوثية ومقربيها

3- تبعية سياسية
التماهي التام بين مواقف الحركة الحوثية ومواقف إيران من كافة القضايا السياسية في المنطقة ومن الدول ذات الحضور الدولي والإقليمي ، من العراق وقيادته السياسية المرتبطة بالإدارة الأمريكية ، من سوريا رفضا لثورة الشعب وتأييدا لبشار حد التدخل العسكري ، من البحرين وما يحدث فيه ، من لبنان وأحداثه وتنظيماته ، من روسيا من الصين ، من الحرب على الإرهاب ... تجد تطابق وكأن الحركة الحوثيية تتبع الخارجية الإيرانية ...
أضف إلى ذلك أن الحوثيين بسيطرتهم بأي ثمن مهما كلف ذلك ومهما أزاح المشروع النهضوي اليمني يمثل خدمة لإيران تتمثل في تقوية وضعها التفاوضي مع دول المنطقة والعالم في عدة ملفات وقد ظهر هذا من تصريحات زكاني وتريحات محمد صادق الحسيني وتصريحات اللجنة الرئاسية التي كانت تفاوض في مران .. وتصريحات مريم أفخم الناطقة باسم الخارجية الإيرانية ...
4- تبعية إعلامية
قنوات و وسائل إعلام الحركة مجرد أبواق للمشروع الإيراني تردد مفرداته ومصطلحاته ويقوم بالإشراف عليها لبنانيون وإيرانيون وقد صرح الكثير ممن ترك هذه القنوات عن هذه العلاقة موثقين كلامهم بالأسماء والأدوار .
شعار الحركة ، ألونه ، التسميات سواء للحركة ومسيرتها وتقليد الثورة الإيرانية في الصرخة وحتى في توقيت إطلاقها كما حدث أثناء تحديدها بـ 9 مساء ، محاولة استنساخ شخصية نصر الله في اليمن في كل شيء الحركات والسكنات وهالة تقديس وعدم الظهور والاستعلاء على رجال الدولة حتى مع الرئيس شخصيا وغيرها من التصرفات المستنسخة ..
5- تبعية عسكرية من خلال ما ضبط من أسلحة وصلت اليمن عبر سفن إيرانية ( أفرج عن الطاقم اليمني لسفينة جيهان 2 بعد صفقة مع الأمن القومي وقد تم التستر عن تهريب الإيرانيين ) هذا غير تقارير كثير عن تدريب الحوثيين في طهرن ولبنان وجزيرة دهلك الأرتيرية .

ربما كانت النصوص والمواقف ستعزز ما نقوله إلا أن إيرادها سيجعل المقال طويلا لذا فقد حاولنا أن نقتصر في المقال على وضع عناوين يمكن البناء عليها ممن يرغب في البحث أكثر .



.