الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٥٥ صباحاً

مقامات ابن جرمل: غزوة ذات السرائر

فارس غازي جرمل
الاثنين ، ٠٦ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ٠١:٢٣ مساءً


حدثنا ابن جرمل قال : وما زلتُ في صنعاء أراقب الأوضاع ، وأرى الشعب يرد للحوثي بالصاعين الصاع ، ويسقط مشاريع ذوي الاطماع ، فاشترى الجميع السلاح ، ونادى منادي حي على الكفاح ، ليس عليكم من جناح ، فقد أتى الباغي يروم الاجتياح ، جاء وقد رمى بحوارنا مجرى الرياح ، جاء ليمطر صنعاء دمعا ويرعدها نواح ، جاء الذي يمنحنا الرصاص و الأمريكان يقصفهم صياح ، سيروا فلا للانبطاح ، ولى زمان السيد المعصوم ذي الركب الصحاح ، لا تسمعوا قول مسيلمة أو سجاح . سيروا فقد نادى المنادى فلتمتشقوا الرماح ...
حدثنا ابن جرمل قال : وبينما نحن على أتم الاستعداد في أم المدائن ، إذ أعد الحوثيون لجندنا في قرية القابل الكمائن ، فسقط منهم عدة جنود جراء ذلك الفعل الخائن ، فكانت الحادثة إيذانا بتفجر الصراع ، وأنه لا بد من إيقاف هذا الاندفاع .

حدثنا ابن جرمل قال : فخضنا معركة سبتمبر ، معركة الشعب لا بيت الأحمر ، معركة اختلط فيها دم المواطن بالعسكر ، وتساقط من الغزة العشرات وحولنا نهارهم ليالٍ مدلهمات ، وسطرنا في شارع الثلاثين ملاحم ، وعلمناهم دروسا لم يقرأوها في ( الملازم ) ، ومشطنا رؤوس القوم بحد الصارم ، ولم يكن حالهم في شارع الخمسين أفضل ، فقد استقبلناهم بالكلاشنكوف والمعدل ، و كان صوت الرصاص أفصح من السموأل ..

حكى ابن جرمل قال : وحين فجروها قرب التلفزيون ، رأيت منا ما تقر به العيون ، فأظهرنا لهم من القتال فنون ، فعمدوا لقصف المبنى بجنون ، فنشادهم جميل عز الدين ، أن يجنبوا الإعلام هذا الصراع اللعين ، فلم يزدهم ذلك غير استكبار، فذرتهم نيراننا كالغبار .
حكى ابن جرمل : وفي غمرة تمزيقنا لجموع الجماعة المغامرة ، وانتظارنا من وزارة الدفاع المؤازرة ، كشفت عن وجهها المؤامرة . فجاءت الأوامر لنا بالتسليم دون قتال ، و إن ننسحب دون نزال ، فاندفع الحوثيون نحو اللواء الثالث ، فوقع بيد كل عابث .

حكى ابن جرمل قال : وبقيت المعركة محصورة حول الفرقة ، التي اكتشف قائدها أنها قد تعرضت للسرقة ، وأنها قد خليت من المعدات ، وتم تغيير القيادات ، وأنه يقصف من كل مكان ، و إن المؤامرة محكمة منذ زمان ، وإننا في زمن بيع الأوطان ، من قبل وزير دفاع خان الشرف ، ورئيس ضعيف حد القرف ، ومخلوع على الانتقام قد حلف ، و مبعوث أممي عن مهمته انحرف ، ودول طريقة رعايتها قد اختلف ..
فقرر المدافعون الانسحاب ، ودموع العين في انسكاب ، وغصة في حلوق الشباب ، فالوطن بيد الأذناب ، لكنها جولة و لصنعاء إياب ، ولن يدوم الحال يا وجه الغراب ، ويا رُسل الخراب ، و يا إخوة الذئاب ..

حكى ابن جرمل : ثم شهدت صنعاء أياما أليمة ، فقد امتدت إليها الأيادي الأثيمة ، وغزتها عصابات الجريمة ، من صاحب كل نفس لئيمة ، فاقتحموا حرمة الدور ، و هتكوا أستار ربات الخدور ، و نشروا الرعب والفجور ، وسرقوا حتى الصحون والقدور ، وامتدت أيديهم إلى ألبومات الصور ، وظهروا على حقيقتهم مجرد قطان من البربر ، يكسرون الأبواب ويعبثون بالثياب ، ويحملون حتى الصنادل ، ويسرقون السراويل والكناشل ، وعملوا في البيوت العمائل ، وتوجهوا للمعسكرات ينهبون المدرعات والدبابات ، والبنادق والرشاشات ، ونهبوا من أموال الدولة مليارات ، والرئيس يرسل التصريحات وراء التصريحات .

قال بن جرمل : ثم ظهرت الحقيقة لمن بقى من الشعب غافل ، أن المؤامرة حيكت في كل المحافل ، وأن المجتمع الدولي هو من سهل دخول هذه الجحافل ، فأقسمنا بالله إننا لن نجعل أيام هذه المحنة تدوم ، فإما أن ينزل هؤلاء على إرادة الشعب وإلا فقريبا ستهب رياح السموم ، فقد انكشفت للشعب كل الأفاعي ، وأصبح بكل المتآمرين واعي ، وعرف من يقف معه ومن في خرابه ساعي ، وعرف حقيقة جماعة الشعار ، و إنهم حفنة من الأشرار ، وسيبدأ بتجميع شتاته من ذوي الإخلاص ، وسيكون قريبا الخلاص ...