الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢١ صباحاً

الرهان الوطني هل يسقط

مروان المنصوب
الأحد ، ٠٦ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
إن هدف الثورة المحدد بإسقاط النظام ليس هدف هدم أو تخريب كما يصوره النظام بل هدف بناء وتنمية، ويعني بناء مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية والتنمية البشرية القادرة على تنفيذ المشروع الحضاري الذي قدم اليمنيون من أجلة زهرات الشباب والمبدعين.

والديمقراطية التي يستحقها اليمنيون هي الديمقراطية الكاملة التي تبدأ بالديمقراطية الاقتصادية التي تقوم على المنافسة الحرة والمتكافئة بين مؤسسات تجارية حقيقية تستوعب مخرجات التعليم وتسهم بفعالية في التنمية، والديمقراطية الإجتماعية والثقافية التي تستوعب الفسيفساء اليمنية لتنافس بمشاريع بناء الدولة المدنية، والديمقراطية الإدارية من خلال مؤسسات متخصصة تتنافس على تقديم مشاريع التأهيل والتدبيب والتطوير بهدف إحداث التنمية الإدارية للموارد والأنظمة وقوى العمل، وصولا إلى الديمقراطية السياسية التي تعد الديمقراطيات السابقة الضمانات للتوازن والاختيار الحر لبرامج المرشحين.

على الجميع أن يقر بحقيقة فشل الدولة (المؤسسات العامة والأهلية) وأن ذلك الفشل يرجع إلى النظام السياسي بأشخاصه وإدارته وأن واجب بناء مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية فرض عين على جميع المكلفين من أبناء اليمن دون إستثناء ويخطئ من يحاول استبعاد الأخر أو السيطرة وشخصنه القيادة والفعل الثوري وعليه أن يدرك أن الشباب ثاروا على ذلك النظام ولن يسمحوا بإعادة إنتاجه تحت أي شكل حزبي أو قبلي أو تحالفي.

على أحزاب ألقاء المشترك طمأنة الجميع بالأفعال بأنهم أنجزوا ثورتهم الداخلية وأسقطوا النظام في أحزابهم وأنهم يعملون بنظام المؤسسة ويقدموا النموذج للمشروع البديل لإدارة البلد ليطمئن الجميع بأنهم على قطيعة مع النظام.

وعلى المؤتمر الشعبي أن يثبت أنة حزب وطني وليس دكان أو مزرعة للعائلة وأن يكسر حاجز الخوف والقطيعة مع الشعب وأن يدركوا أنهم حزب مثل أحزاب المعارضة أديرت بنظام قرر الشعب إسقاطه ولم يقرر إسقاط الأحزاب وقبل بأن تكون المعارضة جزء من قوى الثورة، وعلى المؤتمر التصرف بوطنية باتخاذ قرار بالانحياز إلى الشعب والوقوف مع قضيته الوطنية، وعلى الجميع الإسهام ببناء الديمقراطية الكاملة والتنافس بمشاريع بناء مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية.

جميع النخب مطالبة بمصالحة مع الذات والأسرة والمجتمع وأن يدركوا أن المستقبل لمجتمع المدينة وأن البدائل(القبيلة، الأقارب، مراكز النفوذ) لم تعد قادرة على تلبية احتياجاتهم ناهيك عن احتياجات أبنائهم وأن التفكير بحلول شخصية غير مجدي وأن الحل للقضية اليمنية ببناء مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية وأن تستغل هذه النخب إمكانياتها التي تميزها عن الغير في هذه المرحلة والتي قد تخسرها في الصراع على السلطة أو تفقد قيمتها بمرور الوقت.

الرهان اليوم على وطنية وإيمان كل اليمنيين وخاصة أبناء القوات المسلحة والأمن بأن توقف قتل الثوار فهم ليسو غزاة، وبأن يدرك من يقف على الحياد بأنة ساكت عن الحق وأنة يعين ظالم ويضيع حق أبناءة بدولة مدنية ديمقراطية تخطط لمستقبلهم وتضمن لهم حياة كريمة ويؤخر تكوين جبهة وطنية واعية ترسل رسائل واضحة للجميع أنها لن تقبل بإعادة إنتاج النظام أو تستبدل طاغية بأخر وأن الساحات والخيام جاهزة لاستقبال النظام القادم للترحيب و الترحيل ولن تقبل بغير بناء دولة مدنية تديرها مؤسسات ديمقراطية.