الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٠ مساءً

مشهد طفولي بريء

عباس القاضي
الخميس ، ١٦ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ١٠:٢٩ صباحاً
كنت لم أكمل العقد الأول من عمري ولم ادر ما الحكاية ؟

حيث كنت بزيارة لأخي في تلك الهجين لا هي بالقرية ولا هي بالمدينة ،،، تشترك مع القرية بصغرها وتعارف الناس فيها ،،، وتشترك مع المدينة لوجود سوق ومقاهي فيها.
في احدي المقاهي ،،، كانت هناك فتاة اسمها ..... آية في الجمال ،،، كانت تمثل في تلك القرية المدينة ،،، الواحة الخضراء والوادي الخصيب ،،، البحر وشواطئه ،،، أتذكرها رغم صغر سني وقلبي لم يخفق بعد ،،، غير أني أتذوق الجمال ،،، ينازعني اختلاف الشباب والرجال حتى الأطفال إليها ليس لشان مريب ولكن لينظروا إليها ولحركاتها إعجابا وهياما كان الشباب يأتون لهذه المدينة القرية لا لحاجة سوى رؤيتها .
وكانت مراسيم العرض تبدأ من بعد الظهر حيث تنتهي من أعمالها للغداء وتبدأ بتجهيز مكانها بجوار ركيزة حجرية في وسط المكان المتسع ومعها مداعتها الرشيقة وقصبتها المزركشة وبعد أن يأخذ البوري مكانه كتاج يعلو المداعة ،،، تبدو بكامل زينتها تخفي نصف رأسها ب مَصَرْ ( ايشارب )وقد شقت مقدمة شعر رأسها إلى ضفتين متموجتين مثبتتين بمشبك ذهبي يضفي لشعرها جمالا فوق جماله .
يأخذ الناس أماكنهم على الجدار المواجه لها بمداكيهم حتى يكتمل ،،، فيبدأ الصف الثاني ثم الثالث ولا يزيد على ثلاثة لاقترابهم منها ،

ثم تبدء بنَفَس من المداعة وكانت تتعمد أن تأخذ نَفَسًا عميقا وهم ينظرون إليها يسمعون قرقرة المداعة كأجمل معزوفة موسيقية ،،، كانت تجامل هذا بنظرة ناعسة وذاك بابتسامة فيكون المعني اسعد الناس وينظر للآخرين باعتزاز .
اشهد إنها لم تفعل أكثر من هذه الجلسة بشهادة الكثيرين ومنهم إخواني

اذكرها الآن والفضول يأكل جفون عيني ،،، كيف وضعها الآن وقد تزوجت إلى خارج قريتها الهجين بعد سنوات فليلة من قراءة هذا المشهد الطفولي البريء