الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٥ صباحاً

عار عليكم ما تفعلوه ..!

طارق مصطفى سلام
الأحد ، ١٩ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٥٨ صباحاً
لا خلاف بأن علي البيض ومعه علي صالح هما من صنع منجز الوحدة التاريخي الهام ومعهم الشعب اليمني العظيم, ولكن السؤال القائم الأن لدى العامة من المواطنين اليمنيين, هل هما الأن (العليان) جادان في الحفاظ عليها ؟! ..

فالأول أصبح يجاهر منذ زمن غير قليل مضى بتنصله من منجزه القديم ويطالب بفك الارتباط ويؤيده في ذلك المطلب المغامر عدد غير قليل من شعب الجنوب ..!!

والثاني يشاع بأنه متفق مع الأول في الباطن على فك الارتباط بينما يؤكد ويعلن في الظاهر بغير ذلك, وسيكون من الخير وكذلك بما فيه الصواب أن تكذب تلك الشائعات وتندحر بعيدا عن مسامع الشعب, عندما يكون الزعيم (صالح) صادق في تعاطيه مع الوحدة وتعامله مع الشعب, وفيما يعلنه وما يخفيه من نوايا ومواقف يجب أن تتماهى مع مصالح الشعب وتصنع المستقبل الواعد للوطن .

اما عنا نحن الشعب في الشمال قبل الجنوب فلم تعد (الوحدة) بالنسبة لنا جميعا ذلك الخط الأحمر أو المولود المقدس المهاب وجوده والمحرم نقده أو التعرض له بالتصحيح والتقويم, وكأنها لم تكن في يوما من الايام هي تلك الوحدة المنشودة التي انتظرناها طويلا وتطلعنا لها بلهفة وشوق, عندما صنعناها بدمائنا ودموعنا حبا وايمانا, ليفرض علينا لاحقا عبادتها بمذلة والخضوع لها بخوف, ثم نقدم القرابين لها ليل نهار وعلى حساب لقمة عيشنا ومصادر دخلنا ومستقبل أولادنا ومن رصيد أمننا واستقرارنا ..

نعم هتاف (الوحدة أو الموت) لم يعد شعار الشعب أو مطلب الوطن الذي يجب ان يصان ويحترم, وكذلك لم تعد هي تلك المقولة التي تعبر عن اماني الشعب وتطلعات اليمن..

نعم الوحدة لم تعد غاية مقدسة بحد ذاتها, وهي لم تكن كذلك في الماضي ولن تكون ايضا بهذه القداسة في المستقبل وكما حاولوا أن يوهمونا زورا وبهتان في السابق وكما يسعون لذلك في الوقت الراهن ولأغراض تتعلق دائما بعمليات النهب والسلب المعروفة ولمآرب ظالمة ونوايا خبيثة تحركها وتختفي خلفها مراكز النفوذ وعصابات الفساد وجماعات الفيد الشهيرة ..

ولمن لا يعلم : نقول له بأن الوحدة كانت وما زالت هي وسيلتنا (المثلى) أفراد وجماعات لتحقيق العدل والمساواة والرخاء والنماء والازدهار ولا شيئا أكثر من ذلك, وكما أردناها في السابق وفي الوقت الحاضر, وإذا لم تعد (الوحدة) وسيلة صالحة لتحقيق هذه الأهداف النبيلة والعظيمة فلا مصلحة لنا فيها وفي بقائها والدفاع عنها.. وليعلم بهذه الحقائق الساطعة والمواقف القاطعة القاصي قبل الداني ..

وعندما تكون هذه الوحدة (المغدور بها من قبل صناعها وروادها) سببا في اضطهادنا ونهب ثرواتنا ومصادرة حياتنا والغاء هوياتنا وتحت الشعار الارهابي المدان الذي يهددنا علنا بالقتل والدمار ليل ونهار وبكل الوقاحة والاسفاف وبملء السمع والبصر وعلى رؤوس الأشهاد كافة، وعلى مسمع ومرأى من الجميع, وكأنه لا يوجد في اليمن في بلد الحكمة والايمان قائد شجاع وصادق ورجل عاقل وعادل (في الجنوب قبل الشمال) ينبري لهذا الجمع الضال والفاسد فيقول لهم :

عار عليكم ما تفعلوه تجاه أبناء الشعب وفي حق الوطن .. وما تفعلوا اليوم هو تخريب لليمن .. وكفاكم خلط للأوراق والتلاعب بشؤون الوطن ..! .

( لا لوحدة الحديد والنار, وحدة لا تعرف الحياة والازدهار, وحدة شعارها القبول أو الدم والموت وخراب الديار ولا خيار.!.) .