السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٧ صباحاً

كَلمةً أذهَلَتِ العَالَم!!!

احمد محمد نعمان
الاثنين ، ٠٧ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٩:٠١ صباحاً
كلمة عربية متواضعة عرفناها جميعاً وربما يستخدمها البعض منا أحياناً وفي ظروف معينة وهي مكونة من أربعة أحرف وقد ظلت الشعوب العربية عشرات السنين ولعقود من الزمن ترزح تحت وطأة الجور والظلم والاضطهاد والطغيان والعبودية ولم تتنبه لهذه الكلمة وهذا الكنزالذهبي الثمين حتى وصل الأمر بالشعوب إلى حالة اليأس من تغيير الرؤساء وأنظمتهم التي صارت تشبه الشيء الأزلي والأبدي الذي لا يتغير ولا يتزحزح وأصبح الناس أشبه بالبلداء والبلهاء.

وإذا ما تحدثت مع زيد أو عمرو منهم عن التغيير في الأنظمة أو الحكم أسوةً بالشعوب الأمريكية والأوربية التي تُغَيّر رؤسائها كل أربع سنوات . رد عليك زيد بكل بساطة ( من تزوج أمنا كان عمنا ) أمّا عمرو فيرد عليك بتأوه وألم وحسرة قائلاً : ومن يقدر للرئيس ومعه (جيش وحرس ومدافع ودبابات وطائرات ) ثم يختم حديثه بقوله سمعتُ جدتي تقول يا إبني: ) يد ما تقدرش تكسره بوسه) ولا شيء لدى الشعوب سوى ثقافة التجهيل حيث ظلت تمجد الرؤساء وتقبلهم مجبرةً في الإقدام وتصفق لهم بالأيدي وترفع لهم الأعلام حتى ولو منعهم الرؤساء من الكلام .

وان كانوا يبيتون لياليهم بظلام .ويعيشون نهارهم بمرض وسِقَام . فهذا ما يجب عليهم وإلا فإنهم أُناس لئام . ولا يستحقون حتى السلام .

واستمرت الشعوب زهاء الأربعين والخمسين عاماً على هذا المنوال إلى أن أفاقت من نومها وسباتها العميق وبدأت تتعلم لغة (الحرية ) وكلمة العربية بصورة سرية حتى وصلت إلى معرفة معنى هذه الكلمة التي خصصنا لها هذا المقال .

واصلها هو فعل ثلاثي ماضي لكنك عندما تستخدمها في الأمر والمضارع تتكون من أربعة حروف وحروف أصلها هي (رَــ حـَ ـ لَ ) وهي على وزن (فَعَلَ) وإذا ما أدخلتَ على أولها حرف الياء صارت فعلاًَ مضارعاً (يرحل) وإذا أدخلتَ على أولها حرف الألف صارت فعل أمر (إرْحَلْ ) ولنكنْ منصفين فإن المتسبب في اكتشافها هو الشهيد محمد البوعزيزي التونسي مفجر الثورات العربية يستحق براءة الاكتشاف على ذلك بعد وفاته حيث أن كلمة ( إرْحَلْ) فجرت الثورات العربية ودكت الأرض من تحت أقدام الرؤساء (الطغاة) وزلزلت عروشهم وأسقمت أبدانهم واسهرتهم منامهم وأربكت جيوشهم وحطمت أنظمتهم ونشّفت لُعَابهم وهبّطَتْ معنوياتهم وأساءت أحوالهم وشتت بهم وجعلتهم بين هارب فار أو سجين وراء القضبان أو قتيل أخرجه شعبه من أنبوبة الصرف الصحي أو مرتبكٍ مراوغ وافق على التوقيع والرحيل مراراً ووقع حزبه إلا انه صار يستوعد بالتوقيع على المبادرة الخليجية من يوم إلى أخر وظهر يراوغ ويراوغ حتى بانت مراوغته محلياً وعربياً ودولياً فصدر بشأنه قرار دولي يحثه على التوقيع على المبادرة والرحيل. وقد جاء هذا القرار بعد وعوده على الرحيل مراراً وتكراراً وكلما رجع عن التوقيع والرحيل بادر بقايا نظامه إلى قتل المتظاهرين والمواطنين نساءً ورجالاً وأطفالاً في المدن اليمنية.

أما عن بشار فقد ظهر للعالم انه قد الحق بشعبه سوء العذاب قتلاً وتشريداً واعتقالاتٍ وتعذيباً لأتفه الأسباب وهو يظن انه بذلك سيقمع الثورة التي يسميها انقلاب وما هي إلا أيام تمر وسيكون نهايته كسابقيه في السرداب فيقبض عليه شعبه الشجاع الذي لا يخاف ولا يهاب .

والشيء المهم أن كلمة ( إرْحَلْ ) قد أزالت الخوف وأبعدته من قلوب الشعوب العربية وصارت كزلزال أو شبح مرعب مخيف يعلو سماء الوطن العربي وفجرت الثورات سلمياً لا عسكرياً لاسيما وان الأنظمة كانت تراهن على الحسم العسكري ولكنها فشلت في ذلك أمام الشعوب التي لا تُقْهَر والتي لاتقوى الأنظمة أيضاً على إبادتها لأن الشعوب هي الأقوى وهي الباقية وهي المنتصرة بإذن الله تعالى .

وان كانت بعض الأنظمة قد استوردت قتلة ومجرمين من دول أخرى لقتل المتظاهرين والمعتصمين كالنظام الليبي المخلوع الذي استورد مرتزقة من أفريقيا والنظام اليمني الذي استورد شبيحة من سوريا ومن هؤلاء (8 طيارين) قُتلوا جميعا في الطائرة التي تحطمت بهم في محافظة لحج اليمنية نتيجة التفجير بها من قبل الشهيد طيار / عبدالعزيز الشامي وأيضا استيراد قناصة صومالين وقد فسر المحللون لجوء بعض الأنظمة إلى استيراد خِبَرَات من القتلة لعلمها أن أبناء الوطن الواحد لايمكن أن يطلقوا النار على إخوانهم وجيرانهم وأقاربهم وأبناء بلدهم وكلنا يعلم فرار الطيارين الليبيين مع طيارتيهما إلى جزيرة مالطا في البحر المتوسط رافضين أوامر العقيد القذافي بقتل الثوار وأيضا انشقاق الجيش اليمني الحر عن نظام صالح وذلك بقيادة اللواء علي محسن قائد الفرقة قائد المنطقة الشمالية الغربية وانضمامه لحماية الثورة الشبابية اليمنية السلمية ويكفي الشعوب العربية أنها اكتشفت أخيراً سلاحاً بتاراً في مواجهة الأنظمة الفاسدة وذلك السلاح يتمثل بالخروج إلى الشوارع بمظاهرات سلمية رافعة صوتها المدوي بكلمة (إرْحَلْ) و(الشعب يريد إسقاط النظام ) كلمات سيخلدها التأريخ للأجيال القادمة .