الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٤ مساءً

في ذكرى رحيل الغالي حميد شحرة اليوم ال25/10

فكرية شحرة
السبت ، ٢٥ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٣٨ صباحاً

أيها الراحل والعود أخضر
الآن يا صديقي وكلي وجع , وبعد ثمان سنوات من النجاة من الاحباط الكبير أتمنى أن أقف أمام قبرك كي أهنئك بالخلاص من أيامنا السوداء هذه .

هنيئاً لكل الراحلين نجاتهم .. الراحلين ببقايا أمل ..هنيئا لهم ذلك الأمل سراجاً في قلوبهم وقبورهم , هنيئا لهم النجاة من شعور العجز والذهول الذي يجتاحنا كسيل في ظلام عاصف .

أنكم رحلتم كي لا تروا موت أحلامكم قبلكم مثلنا .

فيا أيتها السنوات تتابعي كيف شئت ..توالي كيفما كنت فنحن هنا كما كنا قبلاً بل و أسواء عما كنا , هذا الوطن الذي يغادره كل جميل ليكون القبح هو البديل , رحل عنه أفضل أبناؤه إما شموعاً يضيئون طريقه إلى المستقبل وإما ضحايا من أجل بقائه هو الأفضل , لكننا في حال كهذه من الفوضى وتذوق الفشل مُراً وحزناً على خسارتنا لأحلامنا في يمن مشرق ودولة حقيقية قوية سعى لها وطن مثقل بالجراح . في هذه الحال ربما كان حالكم أيها المغادرون أفضل .

أنكم رحلتم والعود أخضر.. الآن صار سوطاً تجلد به ظهورنا كلما فكرنا برفع رؤوسنا نتطلع للحرية والكرامة . قد جفّ و قسى من تواكب الهموم والنكبات على هذا الوطن , هذا العود الذي كان أخضر كم تمنى الحالمون لو قوموه كي يستوي وينعدل ويصبح حاله أصلح .

كم تمنينا وطناً يحتضن أبناؤه ومبدعيه , لا أن يسحقهم ببطالة وحاجة تشتت فكر اللبيب , لا أن يسلخهم بهموم ومشاكل تفقدهم حلم الإنجاز وتفرغهم لمطاردة ماراثونية مع لقمة العيش والأمان , تشرنق أفكارهم حول حلم الخلاص منه إلى أرض تستحق الحلم فيها. الوطن الذي أصبح طارداً لكل جميل إما بالموت أو الرحيل .

كم تمنينا وطناً يتنفس فيه الفن والجمال والحب بدلاً من أن يكتم أنفاسنا الصراع والحرب , كم زرعنا من حلم وكم حصد الشر فينا من حرّ .

فماذا تبقى لنا أيها الراحلون والغصن أخضر .. غير أن نلملم أوجاعنا ونحلم بأن نرحل ..

من صفحة الكاتبة على " الفيس بوك "