الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:١٢ مساءً
الاثنين ، ٢٧ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ١١:٠٠ صباحاً
كثيرون سألونا... لماذا لم تكتب عن إب؟! ألست ابن إب؟! ألا تستحق مدينتك أن تنعيها في سطور قليلة؟! قلت.. لقد كان قلبي منفطراً على شهداء اب الذين غيّبهم الموت ! نعم كان قلمي مُنكّساً حداداً على مدينتي، مثل الأعلام التي تُنكّس حين تقع فاجعة حزينة في بلد من البلدان. فليس هناك عشق يدوم إلى الأبد، سوى ذلك العشق الذي يربط الإنسان بأرضه التي ولد وترعرع عليها.

اب اللواء الاخظر، ما زالت ترتدي الثوب الأسود. أنظر لمدينتي بعيون منكسرة، اب اليوم ليست تلك التي فتحتُ عينيًّ عليها.تكاد شوارعها خاليه ويسكنه الرعب والخوف .

اب لم تكن يوماً ضعيفة، ولا هشة، ولكن كثرة الجشعين والطامعين الذين تكالبوا عليها على مدى عقود، جعلها تنهار في حروب، خالعة رداءها الاخظر ليرى الغرباء في وضح النهار تضاريسها المتهالكة، وقد تساقطة الاوجه المقنعة، وغارت خدودها، وغابت ابتسامتها.

مدينتي يا كرام تعرّضت للخيانة على يد عدد من أبنائها. لم يحسّوا بوخز الضمير وهم يسنون خناجرهم ويطعنوها في كل جزء من جسدها بقلوب ميتة، دون أن يرأفوا بجمال تضاريسها، وحلاوة مناضرها ونقاوة سمائها وعذب مائها.

هناك من ألقى المسؤولية على أهل اب، وانهم يتحملون جزءاً كبيراً مما جرى لهم، كونهم غضّوا النظر عمّا يجري في مدنها من قتل وخراب وتدمير ونهب وسلب! ولكن من يعرف أهل إب لا يمكن أن يلومهم لأنهم أبدوا دوما حُسن النية، وصدّقوا وعود المسؤولين الذين اقسموا بأغلظ الأيمان أمام كاميرات المصورين، وعلى صفحات الصحف بأنهم سيكونون أمناء على إب، وأرأف بها من الأم بوليدها!

جاءت الطامة الكبرى حين اكتشف أهل إب أن الوعود كانت كاذبة، وأن كل شيء تبخّر في لحظة خاطفة، وبقيت مدينتهم وحيدة تنتفض في العراء، تنتحب على فقدان أب وأم وأخ وأخت وابنة وابن، أمام مرأى ومسمع من العالم بأسره.

كنتُ أبكي وأنا أتابع بعينيَّ مقاطع الفيديو، لمشاهد الموت والدمار التي التقطتها كاميرات الجوالات، لتكون شاهد إثبات وإدانة لكل من تورّط في خيانة مدينتي. ولكن قامت نفس الكاميرات بتصوير مشاهد مضيئة مؤثرة عن أناس قاموا بمواقف بطولية إنسانية لإنقاذ أرواح تُصارع من أجل البقاء.

لا يُمكن لاي سيناريو تمثيل مهما كانت براعة مخرجه أن يُصوّر ما جرى في إب من قصص مأساوية وأحزان وبطولات إنسانية على الجانب الآخر. وسيظل أهل إب يحكون لأحفادهم، بأنه كان في زمن من الأزمان شلة من اللصوص فاقوا في جشعهم قصة ليبيعو مدينتهم!

اليوم تُحاول إب أن تمسح دموعها وتُجفف شوارعها التي بللته الدماء، منتظرة بلهفة نتائج من هو الخائن في فضح أسماء المتورطين والخائنين الذين تكالبوا على مدينتي وانتزعوا فرحتها وانتزعوا أحشاءها بوحشية. إب تُريد أن تشفي غليلها من أجل أن يرقد ضحاياها في سلام.

اليوم العدين مدمره ويريم محتله من اجل من كل تلك الوحشية العمياء من اجل جماعه او قادة الدمار والحروب هل من اجل مشايخ انتهت مصالحهم ام من اجل الاحزاب المخزية في بلادنا ام ماذا؟هل انتقام لمدينتي التي كانت تتحلى بالامن والامان كانت المثل لكل المحافظات اليوم جر ونقل المعارك الي اب بمثابة انتقام لها ولكن اب محميه برجالها وابنائها .