السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٣ مساءً

نصيحتي لصالح

رضوان محمد السماوي
الاثنين ، ٠٧ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
الأخ رئيس الجمهورية اليمنية علي عبدا لله صالح هناك العديد من الآيات والنذر التي تأت لتذكيرك بين الفينة والأٌخرى للاستجابة لمطالب شعبك المحبط من سياساتك الذي لم يجد قسم شرطة يقدم له خدمة تليق بآدميته ولا محكمة تنصفه من ظالم ولا مرتب يكفيه ولا فرصة عمل ولا مدرسة لتعليم أولاده ولا مستشفى لعلاج مرضه ولارجل مرور يتعامل وفق النظام والقانون ولا مكتب بلدية يهتم لخدمة مدينته ، ماذا نذكر وماذا نترك .

صدقني ليست معركة انتخابية ألفت خوض غمارها وحياكة أساليب وتدابير ضمانات النجاح والفوز فيها ، إنها ثورة شعبية سلمية تطالبك بالتخلي وترك السلطة .

إن من تعيرنا بهم وتقول أنهم سرقوا الثورة وسطوا عليها وعسكروها هم ثمرة من ثمراتك وسيئة من سيئات حكمك ولوأنك استجبت لمطالب شعبك من بداية الأمر لما كان لهؤلاء أي فضل على الثورة .

صدقني أكبر خدمة وأفضل هدية وأعظم دليل تقدمه يؤكد حرصك على هذا الشعب ومصالحة هو أن تطالب برحيل من تعيرنا بهم إلى جانب رحيلك ، أما إذا أعطيتهم الذريعة بالحسم العسكري والقبلي فإننا نعتبر أنك حاقد على هذا الشعب الذي صبر عليك وعليهم ،ويبدو أنهم أذكى منك ؛ إذ استجابوا لمطالب الشعب وأعلن الجنرال العسكري محسن استعداده لإخراج المعسكرات من العاصمة ومختلف التجمعات السكانية ، كما أعلن استعداده للمحاكمة عن أي خطاء ارتكبه وهو ما أعلن عنه أولاد الأحمر ، كما أن موقفنا منك ومنهم هو بمقدار الإستجابة لمطالبنا .

ستقول : انا رئيس ولي حصانة دستورية .

فنقول: أنت أولى بأن تكون قدوة وأن تخضع لمطالب الشعب ، كما ان الدستور ينص أنه ليس لك سوى راتبك وأن أي مبالغ مالية أُخرى تستلمها لابد وأن يصدر بها قانون والى اليوم لم تصدر هذه القوانين كما أن الحسابات المالية لدار الرئاسة والجيش لاتخضع لرقابة الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة
أخي الرئيس أنت الأعلم والأعرف بحقيقة نواياك وبواعث رغباتك وطموحاتك وأحلامك والأعرف بالخطط والأعمال والتوجيهات التي أصدرتها والتي ربما ضميرك يؤنبك حولها وتحاول نسيانها .

هناك أعمال جميلة بالتأكيد تفخر بها وتتمنى أن نتذكرها ولا نركز على الجانب السلبي في ممارساتك وتوجيهاتك .

إن هذه الأعمال الجميلة التي تريدنا أن نتذكرها، هي واجبات عليك وفق مسئولياتك.

ستقول : الإنسان بشر يخطئ ويصيب ولستُ معصوماً ، ولستُ وحدي من أدار البلد والمؤثر الوحيد فيها .

نقول: نعم صحيح ماذكرت لكننا نطالب بالحد الأدنى من الحقوق والخدمات وإذا كانت الإمكانيات لا تسمح ، فلا أقل من المساواة ، أما انك وأفراد أسرتك ومسئوليك والمقربين منك تعيشون في القصور والتبات ولا تتعاملون إلا بالدولار واليورو فذلك مالا يقيله عقل ولا منطق .

هناك حقائق وقناعات ترسخت لديك في عقلك الباطن وحقائق وقناعات ترسخت لدى شعبك وهي : أن الظلم موجود وعلى أعلى المستويات وفي كل الاتجاهات ويتمثل ذلك في الفساد الذي استشرى في كل شيء بمختلف صوره وأشكاله المالية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والثقافية والعسكرية والأمنية والقضائية وغيرها .

في تقديري مرد ذلك هو الفساد السياسي بمعنى حب السلطة والتمسك بها ، قد يقول قائل : انت تخالف النصوص الشرعية التي تبين أن تغير النفوس وفسادها هو سبب التخلف والفقر ، وعدم تحكيم الشريعة والتوبة من الذنوب هو السبب الحقيقي فيما نحن فيه ، فنقول : لا تعارض ذلك أن الشريعة دعت الى الإصلاح السياسي والشورى وعدم الإستبداد والتفرعن في الأرض ، فالطغيان ومجاوزة الحد يؤدي الى الفساد .